- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
متحاشياً كلَّ شيءٍ يتحرك أمرق ببؤسي إلى شارعٍ آخر.. أركل في طريقي حجرا وأتتبعه ببصري حتى يتوقف!
هل ينبغي أن أتوقف؟!
ـ " لكنه أبوك ! "
- " لِمَ أشعر باليتم إذن يا أمي ؟! "
يستوقفني عجوز ،ويضع بين يديَّ (نافذة) ويمضي . و يتحرك الشارع مبتعدا عن خطاي وظلي ..
" لكِ أن تأخذي قدميَّ أيضا، لك أن تغادري وقوفك الطويل هذا "
أخاطب نخلةً شابةً، ناشبةً في حفرة صغيرة بمنتصف الرصيف عند ذيل الشارع ..
كانت تهرش رأسها ببلادة، وتشيح بنظرها بعيدا..
ـ " ينبغي أن تتوقف ! "
حتماً هذا ليس صوت أمي!
يسلمني الرصيف إلى الرصيف، الزقاق إلى الزقاق، والخيبة إلى ذويها وأبناء عمومتها..
- " أحتاج يأسا جديدا لم أجرِّبه بعد.. "
- " وهذا الشارع أيضا , لن تحتاجه ! "
أليس هذا صوت جدِّي ؟!
تستوقفني سيدِّة، تحاول أن تخفي خلف نشاطها المفتعل أصابع عمرها الأربعة، تضع بين يديَّ (باباً) وتمضي!
- " لكنه أبوك ! "
- " كيف حدث وأن تزوَّجتِ الشتاءَ يا أمي؟! " تمطر ..
أتخذ لي زاوية من المطر، وباهتمام أصغي إلى غضب الماء..
فأحيانا لدى السماء طرق عجيبة، في الإجابة عن أسئلتنا، وعنّا حين ندّعي أننا نفهم أكثر مما نفعل..
لدى الماء كلُّ الأسئلة التي لم نطرحها بعد!"
- " ماذا كان السؤال يا أمي؟! "
- " ... !! "
الشتاء!
وحده الشتاء - صدقيني - سيبقى دائما الإجابة الخاطئة لجميع أسئلتنا، والسؤال الصحيح لكلّ الإجابات المحتملة لتعاستنا.
- " لماذا تغني تلك العصفورة؟ "
- " ... !!"
- " لأنها تملك عشَّا.. "
- "لم يعد لديك مكان في هذا العش"
صوت من هذا؟!
- "خذه ، ستحتاجه أيضا .. " طفلٌ صغيرٌ يضعُ (جداراً) بين يديَّ، ويمضي !
أُرسلُ صوتي خلفه :
- " إنّه لا يكفي , فالجدار الذي يقف وحيداً، لا يقف طويلاً"
يلمس صوتي قفاه، ولا يلتفت، ليلج جداراً أكبر، ثمَّ يغلقه خلفه.
- " إنها تمطر.. "
- " لكنه أبوك.. "
أنا لست الإجابة الوحيدة على كل ما لم تستطعه أيها الأب، لكنني - ربما - السؤال الأوحد الذي لن تعرف أبدا إجابته!
ذلك صوتي ..
لا يزال لديَّ القليل من المطر في فمي، سيكفي - ربما - لغسل حنجرتي غدا..
وسيكفيك قطعاً لاقتراف المزيد من الخطايا، في سبيل عشٍّ يتَّسع لكَ وحدكَ..
وتلك أصابعي.. نعم أصابعي، لكنها لم تعد تكفي يا أمي !
لقد أكل الشتاء معظمها.. إنها لن تكفي أبدا لفتح باب على هذا الجدار، أو حتى لإبقاء النافذة كاحتمال عليه!
ماذا لو توقَّفتُ الآن؟
حتما ستحتاج قدميَّ لتمضي، صوتي لتصفِّر، وأصابعي لتخلق ماءً كهذا..
- " إنك ظلي ! "
- " لا ، إنه أبوك ! "
وأهرع إلى أقرب جدار لديه كميَّة وافرة من الظلال وألتصق به مراراً ..
هاأنت تختفي مرارا أيضا ً !
- " سأبقى هنا.. "
- "ستقتل أباك ! "
- " لن أغادر هذه الظلال أبدا !! "
- " لكنه أبوك !! "
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر