- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
متحاشياً كلَّ شيءٍ يتحرك أمرق ببؤسي إلى شارعٍ آخر.. أركل في طريقي حجرا وأتتبعه ببصري حتى يتوقف!
هل ينبغي أن أتوقف؟!
ـ " لكنه أبوك ! "
- " لِمَ أشعر باليتم إذن يا أمي ؟! "
يستوقفني عجوز ،ويضع بين يديَّ (نافذة) ويمضي . و يتحرك الشارع مبتعدا عن خطاي وظلي ..
" لكِ أن تأخذي قدميَّ أيضا، لك أن تغادري وقوفك الطويل هذا "
أخاطب نخلةً شابةً، ناشبةً في حفرة صغيرة بمنتصف الرصيف عند ذيل الشارع ..
كانت تهرش رأسها ببلادة، وتشيح بنظرها بعيدا..
ـ " ينبغي أن تتوقف ! "
حتماً هذا ليس صوت أمي!
يسلمني الرصيف إلى الرصيف، الزقاق إلى الزقاق، والخيبة إلى ذويها وأبناء عمومتها..
- " أحتاج يأسا جديدا لم أجرِّبه بعد.. "
- " وهذا الشارع أيضا , لن تحتاجه ! "
أليس هذا صوت جدِّي ؟!
تستوقفني سيدِّة، تحاول أن تخفي خلف نشاطها المفتعل أصابع عمرها الأربعة، تضع بين يديَّ (باباً) وتمضي!
- " لكنه أبوك ! "
- " كيف حدث وأن تزوَّجتِ الشتاءَ يا أمي؟! " تمطر ..
أتخذ لي زاوية من المطر، وباهتمام أصغي إلى غضب الماء..
فأحيانا لدى السماء طرق عجيبة، في الإجابة عن أسئلتنا، وعنّا حين ندّعي أننا نفهم أكثر مما نفعل..
لدى الماء كلُّ الأسئلة التي لم نطرحها بعد!"
- " ماذا كان السؤال يا أمي؟! "
- " ... !! "
الشتاء!
وحده الشتاء - صدقيني - سيبقى دائما الإجابة الخاطئة لجميع أسئلتنا، والسؤال الصحيح لكلّ الإجابات المحتملة لتعاستنا.
- " لماذا تغني تلك العصفورة؟ "
- " ... !!"
- " لأنها تملك عشَّا.. "
- "لم يعد لديك مكان في هذا العش"
صوت من هذا؟!
- "خذه ، ستحتاجه أيضا .. " طفلٌ صغيرٌ يضعُ (جداراً) بين يديَّ، ويمضي !
أُرسلُ صوتي خلفه :
- " إنّه لا يكفي , فالجدار الذي يقف وحيداً، لا يقف طويلاً"
يلمس صوتي قفاه، ولا يلتفت، ليلج جداراً أكبر، ثمَّ يغلقه خلفه.
- " إنها تمطر.. "
- " لكنه أبوك.. "
أنا لست الإجابة الوحيدة على كل ما لم تستطعه أيها الأب، لكنني - ربما - السؤال الأوحد الذي لن تعرف أبدا إجابته!
ذلك صوتي ..
لا يزال لديَّ القليل من المطر في فمي، سيكفي - ربما - لغسل حنجرتي غدا..
وسيكفيك قطعاً لاقتراف المزيد من الخطايا، في سبيل عشٍّ يتَّسع لكَ وحدكَ..
وتلك أصابعي.. نعم أصابعي، لكنها لم تعد تكفي يا أمي !
لقد أكل الشتاء معظمها.. إنها لن تكفي أبدا لفتح باب على هذا الجدار، أو حتى لإبقاء النافذة كاحتمال عليه!
ماذا لو توقَّفتُ الآن؟
حتما ستحتاج قدميَّ لتمضي، صوتي لتصفِّر، وأصابعي لتخلق ماءً كهذا..
- " إنك ظلي ! "
- " لا ، إنه أبوك ! "
وأهرع إلى أقرب جدار لديه كميَّة وافرة من الظلال وألتصق به مراراً ..
هاأنت تختفي مرارا أيضا ً !
- " سأبقى هنا.. "
- "ستقتل أباك ! "
- " لن أغادر هذه الظلال أبدا !! "
- " لكنه أبوك !! "
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر