السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
الشيخ لاداس .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 30 إبريل 2019
 

افتقدت الشيخ ، برغم انه استولى على يوسوفاكى الصاحب الحميم لياناكوس ، افتقدت الحركة في قرية ليكوفريس اليونانية التي يحكمها الاغا التركي ….
تألمت إذ اكملتها ، فقد ظليت لنهارات ومساءات اجري في أزقتها ، وفي مقهاها حيث يلتقي القرويون لشرب العرقى ، ويتبادلون الاخبار …..

افتقدت مرافقة بانايوتي ، وقسطندي ، وياناكوس وحماره الذي قررأن يسميه يوسوفاكى وهو أسم غلام الاغا المدلل ...افتقدت العمده بطرياركاس بعد أن مات ، وترك لابنه ميشيل كل ثروته ، والتي تنازل عنها الشاب تيمنا بالمسيح لسكان ساراكينا ، اولئك الذين دمرالاتراك قريتهم ، فنزحو نحو يوسوفاكى ، لكن جريجوريس الاب الذي يعتبرنفسه وكيل السماء في الأرض ، والوسيط الذي لايسمح لاحد أن ينفذ صعودا الا عبرالكنيسة ، وهي اشارة لسيطرتها لقرون ، انتهت بثورة الناس عليها في كل اوروبا ….رفض قبولهم..

في رواية (( المسيح يصلب من جديد )) وقد اعدت قراءتها بروح غيرتلك التي كنت عليها في القراءة الاولى في العام 78 وهي إحدى روائع نيكوس كازنتزاكي الكاتب اليوناني الاروع وتتكون من 575 صفحه ، يفشل الاب فوتيس وهو راعي النازحين في اقناع الاب جريجوريس في البقاء بجانب القريه، في صورة مثلت الصراع على الثروة والسلطة ومن خلال الدين أيضا ، فألب عليهم اعيان القرية ، فنزحوبجوعهم وعريهم إلى جبل ساراكينا ، وهناك بجانب القديس ايلياء اسسو قريتهم ، لكن الجوع ظل ينهش اطفالهم ما ادى إلى تعاطف شباب من القرية ليكوفريس ، ابتداء من الارمله التي وهبتهم كل ماتملك فشبهت بمريم المجدلية ...، حتى ياناكوس قررأن يتنازل عن حماره الحبيب ، لولا أن الشيخ لاداس البخيل الذي يلبس حذاءه في السنة مرة واحدة استولى على الحمار سدادا لدين من ثلاثة جنيهات كان منحها ليناكوس مقابل أن يذهب وبالحيلة ليحصل على حلي نساء ساراكينا ، ذهب هو وحماره ، وهناك عذبه ضميره ، فلم يقم بالمهمة …

صراع بين تركيا واليونان ، بين الكنيسة وشعبها ، بين الاغنياء والفقراء ، ادى بكبارهم إلى اتهام مانولى من كان خادما في بيت العمده بأنه واصحابه (( اشتراكيين )) يتلقون تعليماتهم من لينين ، هكذا مرة واحدة ، وقد بذل بانايوتى اللعين والذي كان مرشحا لتمثيل يهوذا الاسخريوطي في عيد القيامة ، جهدا في ادانتهم ، حتى التقت القريتين ساراكينا وليكوفريس في معركة حامية الوطيس ، عندما نزل شعب ساراكينا بقيادة الاب فوتيس ومانولى ليضعوا يدهم على ما منحه لهم ميشيل كل ثروته من اباه العمده ، ليأكلو من ثمار الارض ، ويشربون العرقى من كرمها ، فمنعهم الاب الاخر المستبد والمسيطرعلى الثروة والسماء ، لتنتهي المعركة بإعدام مانولى ….ليرتاح جريجوريس ، وينزح النازحون من جديد..

رواية بديعة ، خطها قلم كاتب رائع ، جميلة في تفاصيلها ، وأسلوبها ، وثراء حرفة ولغتها ….جديرة بالقراءة ...فاقرؤوها ان أردتم …

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً