الأحد 10 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
ن ……..والقلم
هاهي للمرة الألف.. - عبدالرحمن بجاش
الساعة 14:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

السبت 27 إبريل 2019


أراها أمامي ، الان تقف في الباب ، بجانبي عباس غالب ، هناك الأستاذ ، موزعين نحن على المتاكئ في المبنى القديم شارع القيادة بيت التويتي ، خفظت رأسي ، كان شعري كبيرا يلفت النظر، تيمنا بموضة انجيلا ديفيز، تلك الزنجية المباركة التي اعتبرتها ثورة الشعرالجعد في وجه القهر :(( ذيك الاخ أني بينعرفه )) ، لم أعلق ، تراجعت هي إلى الوراء اتقاء الدخان الذي كان يتدفق من بين أصابعنا سجائرتكتم الأنفاس ، ولكن …

كعادتنا نتجمع صباحا في الادارة العامة ، نذهب مع الأستاذ الزرقة اينما يذهب ، معظم الوقت إلى القرية حيث التين والسفرجل ، اطلت من جديد ، صبحت عليها: نحن زملاء من مدرسة سيف أيام ((الجواله )) وبرهان ، دوى صوتها ومايزال : (( ايوه أيام الشرشف والكرة )) ،وزادت بلهجتها الصنعانية التي تعجبني حين تحدثني بها ،: (( إبسرمن اللحظة أنت زميلي وصديقي ، نواصل سيف وعبد الناصرهانا)) ، قلت : سيكون ، قالت : (( ذلحينه كيف ادي الأمرالذي معي للزرقة )) ، قلت أنا أسلمه له ، قالت : هوأمرمن الوزير ، اخذت منها الورقة الزرقاء المميزة بالنسر، وبخط يحيى العرشي : (( الأخ مديرعام مؤسسة سبأ العامة للصحافة والانباء ، ابارك لكم انظمام أول زميلة للعمل في الصحيفة …….)) ، إنظركيف يتعامل يحيى العرشي مع الآخرين (( الزميلة )) ، التعامل الفوقي لم يكن في قاموس الرجل وبالمطلق ، مددت بها إلى الزرقة ، اشرعليها ، لا أدري كيف احتفظت به لدي إلى اللحظة ، فقط لاأدري في أي كتاب دسسته بين صفحاته…انظمت إلينا أوبألاصح إلي : أوصلك بسيارتي ؟ اشرت بيدي موافقا ، ومن لحظتها كادت (( الديهاتسو)) أن تتحول إلى بيتي…..

تكررت المواقف التي كانت تنبري للدفاع فيها عن (( بجاش )) حتى تلك اللحظة التي قال لها الأستاذ محمد : أمانة يارؤوفة مابش في اصلكم عرق من بجاش؟ ، استوت على الكرسي الذي أمامه : ((إبسرويا أستاذ محمد ،عبدالرحمن بجاش مش زميل مهنة بس ، هوزميل مدرسة ، لعبنا كرة سوى وعادنا بالشرشف ، وبعدا تتذكرو، زمان قالوا لنا إن واحد لغلغي في علاو صنعاء عيزوج ، خرجت صنعاء كلها تشوف ، هومن الأرض أو نزل من السماء ، كلنا شجن ، وجدناه بني آدم مثلنا ، ونسينا، وأنت عادك بسم الله )) ...في جلسة المساء ، كان يحكي للديوان ونضحك من أعماقنا …

هيا مارأيكم نسيرالليلة بعدما نخرج من العمل - كانت صنعاء ودودة - لا باب السبح ونشتري كيت وكيت ، ونسيرنطبخ بيت عبد الملك ، نشتري، تذهب الشلة كلها ونطبخ ونأكل ونخرج (( نتسررفي علي عبد المغني والزبيري)) ، هي ، عبد الملك السندي أجمل خلق الله نفسا ، محمد المكي زميلنا السوداني وبهاء الدين رحمه الله ، نظل نتسرسرحتى وقت متأخر، تمربكل واحد بالديهاتسو إلى بابه ، أكون أنا آخرهم ، تضعني عند الباب ، تلقي إلي بالتعليمات وأنا منصت راضيا كالتلميذ : (( غدوه عنفعل كذا وكيت ، شامرلك تكون جاهز)) ، لا أزيد عن : (( حاظر)) ..

وإذ انتقلنا إلى المبنى الجديد في الجراف ، يوميا تأتي عصرا وبيدها ثلاجة أكبرمنها ملان قهوة، تجلس أمامي في مكتب مديرالتحرير، يدخل السندي بعلبته المهولة (( بسكويت وخلافه)) ، اصرخ أنا: يا اخواني رجاء روحو دورو لكم مكان كلوا بسكوتكم ، كيف بسكوت وأنا مخزن)) ، يضحك السندي ، تعلق ضاحكة : (( مالك منه ، عجبه ما شي يخرج هو )) ، أمري لله أسكت …، اصيح مرة أخرى : مالك ذلحين جننتيني انتي والثلاجة ، ترد معاندة : ((لاضاق حالش زغفتيلش قهاو)) ……

مارأيكم الليلة نسيرنتعشى فندق الروضة، (( جمعوا الزلط لاعند عبد الملك وهو يصرف علينا )) ، نوافق فورا، تكبرالشلة بانضمام محمد الشامي الشاعر والإنسان الرقيق والانبل ، ونبيلة الزبير، وصاحب مطعم الشام زوج نبيلة ...، كانت صنعاء أيضا مسترخية لاتراقب أحدا ….

اغالط نفسي ، أداري دموعي ، لا أريد أن اتوقف عن الكتابة لأدري أنها لم تعد هنا ، هنا بالذات على الطاولة التي اكتب ، حيث اصرت يوما : ابسرما نشتيش سياسة ، نشتي نتلملم زملاء المدرسة ونسأل عن بعض ونزور بعض ، مالك من ابتهم كلهم ، شاجي اتغدى عندكم غدوه ، اتعرف على زوجتك ، أولادك ، وهذا ماكان ، كان يوما هو أجمل الأيام )) ، ووجهتني : اعمل جدول وكل أسبوع نزور زميل، الأسبوع التالي كنت في الطبري ومحمد شاهر، حيث حولت (( الحر)) إلى متنفس بديع ...تغدينا وضحكنا ، وبكيت الآن …

لم يستمر البرنامج ، سافرت ، غابت ، عادت ، ظهرت ، اختفت ، زعلت مني ، تراجعت ، طلبت نلتقي، في التحريرالتقينا ، هالني مارايت ، اختفت ، أرسلت آخر يوميات ، رسالة مرفقة للزملاء وبالذات إلى : (( عبدالبرحمن بجاش...هذه ..لم استطع الاكمال ، اسمي كتبته بتلك الطريقة ….اتصلت بالاستاذ يحيى العرشي قال بألم : اتصلت بها كثيرا لم ترد ...اشتعلت في أعماقي النار..

سطر صغير: انتقلت في القاهرة إلى ………….لم اكمل ..

رؤوفه حسن الشرقي طوبى لتربة احتظنت كل القكِ وحضوركِ ..

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص