الأحد 10 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
ن …...والقلم
العود زرياب … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 19:02 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 16 ابريل 2019
 

العود باوتاره أجمل وسيلة تنقلك إلى عالم آخرمن البهجة والفرح ، هو حياة قائمة لوحدها ، ومن لايدرك سر العود ولاتشنف روحه دندنة الوترفليس بإنسان ، هو عبارة عن جدارمن الجماد ..
العود عالم قائم بحاله ، له أسراره وحكاياته ، اسراربين الاوتاروالأنامل التي تدري كيف تنطقه ، وفرق بين أنامل تقول جمالا ، وأصابع (( تضرجح )) على قولة الفضول …تبهرك يد تمسك بالعود ، تقتلك أخرى فلاتسمع عنها سوى الضجيج …

عندما تتابع عيناك أصابع نصيرشمه ، تدرك سرخلودالنغم كلغة يفهمها البشرعلى اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وامزجتهم ، وانتمآتهم ، واعمارهم ، كلهم يتمايلون لسماع صوت الموسيقى ، ومن لا تحركه دندنة الوترفلايمكن أن تحرك مشاعره سوى ازيزالبلدوزرات ...هكذاهم الكائنات من اسمنت وزلط …

العود (( زرياب )) ، وزرياب تلميذ اسحاق الموصلي ، واسحاق الموصلي كان جليس هارون الرشيد، حتى إذا طلب منه أن يأتي بمغن جديد ، بعازف جديد ليسمعه ، أتى بزرياب ، ليذوب اعجابا ، مااثارغيرة الأستاذ من تلميذه ، فخيره بين أمرين ، أن يخرج من بغداد ، أو يقتله ، فاختارابو العود أن يترك بغداد إلى دمشق ، فالقاهرة ، فالمغرب إلى الاندلس، وهناك اسس عالم موسيقي قوامه العود الذي كان باربعة اوتار، ليضيف زرياب الوترالخامس ، مااعتبرفتحا موسيقيا شواهده هناك حتى اليوم، وحضورللرجل الذي اسس قواعد ((الاتيكيت ))، يتوارثها الاوروبيون ، ويطورونها ، ويفتحون لها المعاهد والصالات إلى اليوم ، ولايكاد العرب يتذكروها ، او يدرون ان زرياب عربي فتح بلاد الاندلس، ليس بالسيف ، ولكن بالعود ..

العود هنا ملكه كان بامتيازفيصل علوي ، يعرف كيف يحتضنه ، وكيف ينطق أسراره ، ومن أي زاوية يمسكه فتخرج انغامه فل الحسيني وكاذيه …
هناك من يمسك العود ، وهناك من يسحبه ، والفرق هائل بين من ينطق الوتر، وبين من يبكي العود حزنا على أن فلانا مسكه ، وهو لايدرك من هو ولايدرك سر أسراره …

خلاصة القول أن العود الراعي الاكبرللموسيقى وسيد الالات ، ينتمي إلى عالم من الجمال لاتدركه سوى الاجساد التي تتمايل رقصا كحالة سمو ..وانفس تهوى سماع حفيف الشجر، وصوت ارتطام موج البحرببعضها موسيقى البحر، وهفهفة اجنحة الطيور..وخريرالمياة ، وصوت البرق والرعد موسيقى الطبيعة ….
العود ملك الدندنه ، رفيق غباشش الفجر، زنينة موسيقى تتلقفها النفوس الجميلة ، تطرب لها العيون التي في طرفها حور ...، لايدرك سرالنغمة إلامن يدرك موسيقى الفجريبلل الصباحات بابتسامة غنج ودلال ….
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص