السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حيَّ على السلام ِ - أحمد عبدالغني الجرف
الساعة 10:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

بِبابِ الحربِ طفلٌ ، لنْ يناما
فأوَّلُ ليلِهِ سبعونَ عاما

و ها قدْ عاشَها سبعًا عجافًا
طواهُ الجوعُ فاعْتَنقَ الصِّياما

رَمَتْهُ الحربُ مُنْكَسِرًا طريدًا
فَشاخَ و لمْ يزلْ فيها غُلاما

كذلكَ كلُّ طفلٍ ، صارَ كهْلًا
و لَمَّا يبتسمْ فيقولَ : " ما ما "

متونُ الحربِ تخلقُ مُفرداتٍ
من البارودِ ، تغتالُ الكلاما

يخوضُ بها الرضيعُ رؤى المنايا
و يحياها و ما بلغَ الفِطاما !!

كذلكَ ، في متونِ الحربِ صارتْ
قلوبُ النازحينَ لهمْ خِياما

كذلكَ .. في متونِ الحربِ تبكيْ
أراملُ في قلوبٍ من يتامىْ

كذلكَ .. في متونِ الحربِ شيخٌ
لِخيبةِ ليْلِهِ يرويْ الحِمَاما

.. و يصمتُ - فجأةً - ، و يضُجُّ حتَّى
تسيلَ الرُّوحُ من فمِهِ انْهزاما

لماذا - يا بَنِيَّ - تخطَّفَتْنا
يَدُ الدُّنيا ضَياعًا و انْهداما !؟

لماذا يا رجالَ الحربِ صارتْ
بلادُ الحُبِّ تخشى ْأنْ تُقاما ؟!

لماذا لا نزيلُ " الرَّاءَ " ! نرقىْ
إذا ما " الحاءُ " و " الباءُ " اسْتقاما !

و نرسمُ عهدَ ميلادٍ جديرٍ
بموطِنِنا كما فعَلَ القُدامى !؟

زمانُ الجاهليَّةِ كانَ جهلًا
و رغمَ الجهلِ ما خذلوا الوئاما

دعا للسِّلْمِ شاعرُهمْ " زُهيرٌ "*
فأشعلَ صوتُ حكمتِهِ السَّلاما

فهيَّا نمنحُ الرؤيا شُعاعًا
لِتمنحَنا من المعنى ْانسجاما

لنشعلْ شمعةً ، ستصيرُ شمسًا
و تلعنُ كلَّ مَنْ لَعَنَ الظلاما

جناحُ السِّلْمِ يحملُهُ نشيدٌ
يرى ْصمتَ الحصىْ فينا حَمَاما

لماذا لا نردِّدُهُ بحُبٍّ ؟!
و نمنحُ صوتَ عزَّتِنا اهْتماما ؟!

كرامتُنا تموتُ بلا سلامٍ
و حينَ نقيمُهُ نحيا كِراما

و نحرسُ بالمحبَّةِ كلَّ جيلٍ
ليروُوْنا جلالًا و احتراما

ـــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً