الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حيَّ على السلام ِ - أحمد عبدالغني الجرف
الساعة 10:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

بِبابِ الحربِ طفلٌ ، لنْ يناما
فأوَّلُ ليلِهِ سبعونَ عاما

و ها قدْ عاشَها سبعًا عجافًا
طواهُ الجوعُ فاعْتَنقَ الصِّياما

رَمَتْهُ الحربُ مُنْكَسِرًا طريدًا
فَشاخَ و لمْ يزلْ فيها غُلاما

كذلكَ كلُّ طفلٍ ، صارَ كهْلًا
و لَمَّا يبتسمْ فيقولَ : " ما ما "

متونُ الحربِ تخلقُ مُفرداتٍ
من البارودِ ، تغتالُ الكلاما

يخوضُ بها الرضيعُ رؤى المنايا
و يحياها و ما بلغَ الفِطاما !!

كذلكَ ، في متونِ الحربِ صارتْ
قلوبُ النازحينَ لهمْ خِياما

كذلكَ .. في متونِ الحربِ تبكيْ
أراملُ في قلوبٍ من يتامىْ

كذلكَ .. في متونِ الحربِ شيخٌ
لِخيبةِ ليْلِهِ يرويْ الحِمَاما

.. و يصمتُ - فجأةً - ، و يضُجُّ حتَّى
تسيلَ الرُّوحُ من فمِهِ انْهزاما

لماذا - يا بَنِيَّ - تخطَّفَتْنا
يَدُ الدُّنيا ضَياعًا و انْهداما !؟

لماذا يا رجالَ الحربِ صارتْ
بلادُ الحُبِّ تخشى ْأنْ تُقاما ؟!

لماذا لا نزيلُ " الرَّاءَ " ! نرقىْ
إذا ما " الحاءُ " و " الباءُ " اسْتقاما !

و نرسمُ عهدَ ميلادٍ جديرٍ
بموطِنِنا كما فعَلَ القُدامى !؟

زمانُ الجاهليَّةِ كانَ جهلًا
و رغمَ الجهلِ ما خذلوا الوئاما

دعا للسِّلْمِ شاعرُهمْ " زُهيرٌ "*
فأشعلَ صوتُ حكمتِهِ السَّلاما

فهيَّا نمنحُ الرؤيا شُعاعًا
لِتمنحَنا من المعنى ْانسجاما

لنشعلْ شمعةً ، ستصيرُ شمسًا
و تلعنُ كلَّ مَنْ لَعَنَ الظلاما

جناحُ السِّلْمِ يحملُهُ نشيدٌ
يرى ْصمتَ الحصىْ فينا حَمَاما

لماذا لا نردِّدُهُ بحُبٍّ ؟!
و نمنحُ صوتَ عزَّتِنا اهْتماما ؟!

كرامتُنا تموتُ بلا سلامٍ
و حينَ نقيمُهُ نحيا كِراما

و نحرسُ بالمحبَّةِ كلَّ جيلٍ
ليروُوْنا جلالًا و احتراما

ـــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص