الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أَقلِلْ من المَزحِ - عبد الحميد الرجوي ‏
الساعة 07:31 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 
أَقلِلْ من المَزحِ ــ إن صَادَقتَ ــ و العَتَبا
فَالوُدُّ يَذهَبُ في هذينِ إن ذَهَبا

إن الصَداقَةَ تَصفو مِن مَعادِنِها
فَلْتَصطَفِ الدُرَّ ــ إن خَالَلْتَ ــ و الذَهَبا

قُمْ للفَضيلَةِ ، خُذها مِن مَكامِنِها
و زَيِّنِ النفسَ ــ إن رَاوَدتَها ــ أَدَبا

إن المَروءَةَ كَنزُ المَرءِ ، فَاْسعَ لَها
و بَينَ جَنبَيكَ نَفسٌ تَسكُنُ الشُهُبا

تَوَشَّحِ الحِلمَ في أَمرٍ دَهَاكَ ، و لا
تَغضَبْ ، فَما الحُمْقُ إلا في اْمرىءٍ غَضِبا

و صُنْ لسانَكَ إن حَدَّثتَ في مَلأٍ
ولا تُثَرثِرْ ، فَأَحلى القَولِ ما عَذُبا

بِأَصغَرَيهِ يَكونُ المَرءُ ، كُنْ بِهِما
قَلباً صَفَا ، و لساناً يَنبُذُ الكَذِبا

و كُن بَشُوشاً ، نَقيَّ الروحِ ، ذا خَجَلٍ
إذا أَتيتَ مَقاماً يَجمَعُ الغُرَبا

و إن نَصَحتَ فَلا تَنصَحْ مُجَاهَرَةً
إن النَصيحَةَ أَجْدَى في اْمرىءٍ رَغِبا

كُنْ سَيّدَ النفسِ ، لا تَخضَعْ لرَغبَتِها
و اْكبَحْ جِمَاحَ الهوى إن جَاوَزَ اللَّعِبا

و اْحفَظْ صَديقَكَ في أَمرٍ أَسَرَّ بِهِ
فَأَقبَحُ الناسِ مَن لا يَحفَظُ الصَحَبا

خَاصِمْ كما شِئتَ ، و لْتَشفِ الغَليلَ بِهِ
إلا الفُجُورَ ، فلا تَأخُذْ بِهِ سَبَبا

و كُنْ سَموحاً ، و نَـقِّ النفسَ مِن شِـيَـةٍ
إن التَسامُحَ تِرياقٌ إذا اْنسَكَبا

واْقْـفُ الرُجُولَةَ حتى في الخِصامِ ، فَمَنْ
يُـبْـقِ التَوَدُّدَ في أَعدائِهِ غَلَبا

و لْتُبغِضِ الحِقدَ ، لا تُشعِلْ شَرارَتَهُ
فَيُصبِحَ القَلبُ في نيرانِهِ حَطَبا

لا تَأْمَنِ الدهرَ مَهما لَانَ ، إنّ لَهُ
جِلْداً كَجِلدِ الأَفاعي نَاعِماً رَطِبا

و كُنْ صَبوراً على الأَيامِ إنْ غَدَرَتْ
إنّ التَصَبُّرَ كَفٌّ تَمسَحُ التَعَبا

ولا تَغُرَّنَّكَ الدنيا و إنْ ضَحِكَتْ
غَداً تُكَشِّرُ عَن أَنيابِها لَهَبا

احرِصْ على العِلمِ تَبلُغْ ما تَشاءُ بِهِ
و بَـاهِ في الناسِ بِاْسمِ العِلمِ لا النَسَبا

و هَذِّبِ النفسَ بالأَخلاقِ ، و اْسمُ بِها
إني أَرَى المَرءَ يَستَعلي بها الرُّتَبا

و اْحذَرْ مُجَالَسَةَ الحُسَّادِ ، إنّ لَهُمْ
عَدوَى تُصيبُ ، و مَنْ يَستَأْنِسُ الجَرَبا !؟

ولا تَمُدَّ يَداً إلا لِذي كَرَمٍ
إنّ الكَريمَ إذا اْستَعذَرتَهُ وَهَبا

لا تُفسِدِ النفسَ في أَهوائِها أَمَلاً
و بِالعَفافِ قِـهـا ، فالأُمنياتُ هَـبَـا

و اْعلَمْ بأَنكَ في الدنيا على سَفَرٍ
فَاْملَأْ رِحَالَكَ زَاداً ، فَالغَدُ اْقتَرَبا

ضَعْ نُصْبَ عَينَيكَ تَقوى اللهِ في سِعَةٍ
و شِدَّةٍ ، و كَفَى باللهِ مُنقَلَبا

و اْستَوصِ في والدَيكَ الخَيرَ ، قُلْ لَهُما
قَولاً كَريماً ، ولا تَنهَرْهُما صَخَبا

ولا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ على كِبَرٍ
و اذكُرْ كَما رَبَّياكَ الفَضلَ مُحتَسِبا

و اْرعَ المَوَدَّةَ في القُربَى ، وفي رَحِمٍ
لا تَقطَعِ الحَبلَ في بُغضٍ و إنْ سُحِبا

و اْنبُذْ بِكَ الكِبْرُ ، إن الكِبْرَ مَنقَصَةٌ
فَمَنْ تَواضَعَ في جُلَّاسِهِ وَثَـبَـا

إنّ السَنابِلَ تَدنو كلما اْمتَلَأَتْ
تَواضُعاً لِسؤالِ الكَفِّ إنْ طَلَبا

دَعِ النَميمَةَ ، لا تَلتَذَّ مِن يَدِها
لَحمَ الأُخُوَّةِ مَيْتاً ، سَاءَ ما اْكتُسِبا

و كُنْ أَميناً إذا اْستُؤمِنتَ مِن أَحَدٍ
فَالمَرءُ في الناسِ صُندوقٌ و إن نُكِبا

و إنْ وَعَدتَ فَلا تُخلِفْ ، و وَفِّ بِهِ
وَفاءَ حُرٍّ ، فَوَعدُ الحُرِّ قد وَجَبا

ولا تَكونَنَّ في الدنيا بلا حُلُمٍ
و خُذْ نَصيبَكَ مِنها ، فالعُزُوفُ غَبا

و مَنِّ نَفسَكَ ما شَاءَتْ إذا اْجتَهَدَتْ
و قَلَّبَتْ في يَدَيكَ الطِينَ كَي يَهَبا

أو اْرتَقَتْ في الذُّرَى بالعِلمِ ، و اْعتَصَرَتْ
على أَكُفِّ المَدَى الزيتونَ و العِنَبا

و اْسكُنْ بِجَفنِ الثُريّا إنْ أَقَمتَ ، ولا
تَقنَعْ بِما دُونِهِا في غَايَةٍ أَرَبا

و خُذْ بِناصيَةِ العَلياءِ في شَرَفٍ
إذا عَزَمتَ ، ولا تَستَمرِىءِ الذَنَبا

.................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص