الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تَصَوَّري بعيوني - عبد الحميد الرجوي
الساعة 12:36 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


تَصَوَّري بعيوني أنكِ الأَحلى
و أنكِ النَبضُ في التسبيحَةِ الأُولَى

تَصَوَّري أن في عَينَيكِ أغنيةً
و مُنذُ عشرين عاماً تَعزِفُ الوَصلا

تَصَوَّري أن شِعري ما اعتَرَفتُ لهُ
بالسِحرِ إلا وفي عَينَيكِ قد صَلَّى

مَن أنتِ ؟ قُوليِ ، و مِن أيِّ العُطورِ سَرَى
أريجُ خَدِّكِ حتى أَذهَبَ العَقلا ؟

مَن أنتِ ــ يا أنت ــِ حتى تُشعِلي بِفَمي
مَاءَ القصيدةِ في أقداحِكِ الجَذْلَى ؟

حَرَّكتِ بي كلماتٍ كنتُ أَجهَلُها
إني صَلَبتُ بهذي القامَةِ الجَهلا

كيف استَبَدَيتِ بي في لحظَةٍ لأَرَى
على شِفاهِكِ تَاريخي قد ابتَلّا ؟

كيف احتَوَيتِ تَفاصيلي ! وفي أُذُني
لقد تَرَكتِ حَديثاً يُورِثُ الغِلّا ؟

مازالَ تَهديدُكٍ الوَرديُّ يَملَؤني
بالعطرِ ، بالشِعرِ ، بالشَوقِ الذي حَلّا

أَتَيتِ في ثِقَةِ الحَسناءِ سَائِلَةً
مني التَغَزُّلَ في أجفانِكِ الكَحْلَى

أُسلوبُكِ الفَجُّ أَلقَى العطرَ في لغتي
فَجئتُ أكتُبُ شِعراً فيكِ لا يَبْلَى

يَلهو غُرورُكِ تيهاً في مُخَيِّلَتي
و إنني في العَذارَى أَعشَقُ الخَجْلَى

مِن أين جَاءَ بكِ الفَيروزُ ياامرأةً
تَذُرُّ فَوقَ المَرايا عطرَها فُلّا ؟

مِنْ أين جِئتِ ؟ فما أحلاكِ في شَفَتي
كأنكِ اللحنُ في قيثارتي الأغلَى

على ذراعَيكِ تَغفو الاُمنياتُ مَعي
و أنتِ تُغوين في كَينُونَتي طفلا

خُرافَةٌ أنتِ لمْ أعرِفْ طَلاسِمَها
إني أراوِدُ في أنفاسِكِ الحَلّا

متى بِطَرفِكِ هذا الليلُ يَقتُلُني؟
ما أعذَبَ القَولَ لو أَتبَعتِهِ فِعْلا

فالمَوتُ يَحلو هُنا ، فلتَنسُجي كَفَني
يَلُفُّني كُستَناءُ الشَعرِ مُبتَلّا

بالتيهِ ، بالسِحْرِ لا بالسَيفِ سيدتي
أنا القَتيلُ ، فما أحلى بِكِ القَتلا !

.........................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص