الأثنين 28 يناير 2019
 

لمحت سريعا ماكتبه في صفحته حسين……... جاري وصديقي عن الأستاذ عبد الوهاب أحمد جوله مدير مدرسة عبد الناصرالثانوية حيث آثاري في فصولها وطرقها وساحتها ومازلت ابكي عليها فقد سحقت كمبنى كما سحقت اشياء كثيره لها قيمة في هذه البلاد ، قال حسين :(( كنت في اعدادية الفاروق وتخرجت من ثانوية جمال عبد الناصر الثانوية، أتمنى ان أقبل رأس الأستاذ عبد الوهاب جوله لكنه توفي …………..))..

صعقت، راح بالي إلى محمد جسار صديقي وزميلي :(( اشفق على قلبك وقلمك………. )) ، في نفس اللحظة وقد صحوت فجأة إلى الفيسبوك لاصدم بخبر وفاة الفنان الكبيرعبد الجبارنعمان ، وإلى صفحة أحمد ناجي يقول : لازلت غير مصدق إلى اللحظة ……. )) ، قلت معلقا : بل صدق يا صاحبي كل خبرمفجع .. ولاتصدق أي خبرمفرح ……

إلى صفحة الصديق الأستاذ التربوي القديرعبد الوهاب ذهبت ، كانت الإشارة الخضراء باديه ، كتبت : كيف الحال يا أستاذ؟ وانتظرت ، لاحظت أن الدائرة تحركت فاستبشرت خيرا ، جاء الرد : مساء النوروالسرورأستاذ عبد الرحمن ، الحمد لله على كل حال ، كيف حالك ، ارجو أن تكون بخيروعافية  …….
احسست بنسمة برود تعطيني كجسد وروح ، الحمد لله هاهو الأستاذ عبد الوهاب بخيرولله الحمد ….

عدت أقول : لم ننساك المهم أنك بخير
عاد ليقول بأدبه المعهود : تسلم ياغالي. والحمد لله على كل حال. والله يخارج البلاد والعباد مما نحن فيه….

كنت قبلها ارسلت إليه رسالة عبارة عن تهنئة بالجمعة وصرت اتحين اللحظة التي يستفز الالهام قلمي واكتب عنه ما يليق به كتربوي قدير وواحد من وجوه العملية التعليمية الذين يدرون ماذا تعني التربية وماذا يعني التعليم ، لكن دولة تدرك ماذا يعني العلم لم توجد، كان التباهي قائما باعداد من تقذف بهم الثانويات والجامعة وشقق اسميت تجاوزا (( جامعات )) …

امثال الأستاذ عبد الوهاب توارو كما توارت العملة الجيدة أمام العملة الرديئة !! والاسماء كثيرة فيما لو اردنا الدليل ….

قال لي كوان ابو التحول المعجزة في سنغافورة : اهتمينا بالمدرس ورفعنا راتبه إلى المرتبة الأولى قبل حتى رئيس الوزراء والاهم احترمناه وقدرناه…..

المعلم هومن يؤسس لبناء الإنسان والحياة ، وكل المبدعين والعلماء ومن ارتادوا الفضاء ومن ومن ، كلهم اتو من بين يديه ، وفي اليابان قال رئيس وزرائها : التعليم سر المعجزة ، وبعد الحرب الكونية الثانية ارسل امبراطور اليابان - لامجال لمقارنته بملوك وشيوخ الخليج وكل الزعماء الضروره - بعثات إلى الغرب ليقفوا على سر التطور ، عادوا ليقولوها : الغرب غيرمنظومة التعليم ، وانظرو إلى اليابان وجارتها كوريا ، وهناك فنلندا الفقيرة من الثروات ، ترتيبها الأول في التعليم بعد أن كانت في ذيل القائمة !!!!..

لم توجد فلسفة للتعليم في هذه البلاد ، ولذلك لم يدرك احدا أن المدرس حجر الزاوية وان الادارة المدرسية مهمة كالمدرس ، بل صارالمدرس كما قال زميلنا قاسم عبد الرب واصفا اليمني : (( حيوان مشارع)) ، ولو احصينا عدد الأيام التي قضاها المدرسون أمام أبواب شئون الموظفين والخدمة المدنية لفاقت عدد أيام حضورهم إلى الفصول ، فقد ظلوا يلهثون وراء المرتب وإلى اللحظة !!!!!...

عبد الوهاب جوله ككثيرين احترموا انفسهم وتواروا في البيوت لاحساسهم انهم ظلوا يحرثون في بحر، وان كل جهدهم على عقم التربية والتعليم ذهبت سدى ككل شيء …

لايمكنني أن اقول سوى : عمرا مديدا أستاذ عبد الوهاب ، وباسم حسين….. وكل زملائه الذين مروا عليك وعلى كل مدارس العاصمة وإلى عمران ننحني احتراما وتقديرا ...وهمسة في اذن جمعيتنا جمعية الزملاء المحترمة اسألوني ، سأقول ماذا يمكننا أن نفعل باضعف الإيمان تقديرا وامتنانا للمدرس والمدير…

لله الأمرمن قبل ومن بعد .