السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
...كم ابغضها؟! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:48 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 27 يناير 2019
 

لاتذهب بكم الظنون بعيدا ، قد يقول أحدكم : اصبح يبغض حبيبته ، فلا أحدا في هذا الكون يمكن له أن يضحي بحبيبة ما وإن على البعد ..

كلما أجلس إلى زاويتي فاجدها مقابلي تحتل المساحة التي تجعلها دائما تضايقني بحركتها الدوارة التي لا تتوقف مثل العمرالذي يجري سريعا ربما لاحساسه أن ارخص الاشياء في هذه البلاد الإنسان والوقت…

كلما افتح عيني أجدها وقد هربت مني كثيرا ، والذي يغيضني أكثرهي أنها تتعمد في اللحظة التي لا أرغب أن تبطئ في دورانها وكأنها توجه إلي رسالة مفادها (( كل واحد حر)) على اعتباراننا فهمنا الحرية بطريقتنا ، فان تعبث ولا تعير الأخرين اهتماما لحريتهم فذلك مفهومنا لان نكون احرارا!!! إلا سحقا للنخب من أولها إلى آخرها ….

افتح اذني لاسمع كل فجر ام الأولاد تقول : اليوم جمعة ، فاحس برأسي يؤلمني : عاد أمس كان جمعة !!! مثل تلك التي يخيل إليك من كثرما انجبت أنها تولد كل أسبوع !!!...

أمس قمت مستبشرا فأنا ممن يحبون الخميس حبا جما ، فقد ارتبط في ذهني أيام ماكنا في الابتدائية حيث كنا ندرس حصتين ، ثم نخرج نتبرطع في الشوارع ، وتكون حصص الخميس خفيفة فلا تاتيك مثلا الرياضيات التي بيني وبينها (( خصام تاريخي )) وكلما ارى زميلي حبيب بجاش حيدريطلع على السبورة ويظل (( يعجن )) - هكذا أقول أنا- باعتباراني ابلد عباد الله في هذه التي تسمى رياضيات!!!..

أمس قمت وفي بالي انه خميس لاكتشف انه يوم سبت ما احبطني وكنت سأعود إلى فراشي لولا صوت ام (( الجهال)) : قم اخرج ، النوم الكثير دبور!! ، كان الكبار يرفعون شعارا يقول نم مثل الدجاج واصحى مثل العصافير، كانوا إذا (( خزنوا)) فتحت الاشجارحيث الهواء النظيف والخضرة التي تحول انفسهم إلى سماوات من الزرقة ، لذلك تعمروا واستمتعوا بحياتهم وكان التعب اللذيذ يحسسهم بقيمة العمل الاخلاقية وبان الكرامة الشخصية ترتبط دائما بكونك تعمل أولا ، لذلك كانوا يبكون كلما مراليوم، حدثتني جدتي عن ذلك …..

لاأدري من وضع تلك الساعة الانيقة في تلك الزاوية وكأنه تعمد أن يغيضني ، فحين اتمنى ان يمرالوقت سريعا لغرض ما لامرما فتجدها تكاد تتوقف ، وأنا بيني وبينكم ففي المساحة الزمنية بين المغرب والعشاء تجدني اتحاشى النظرإليها كلما خرجت من غرفتي حيث زاويتي الاثيرة ، للعلم ففي صومعتي التي اهرب إليها عندما اضيق من نفسي وتحاول هي أن تهرب مني لا ساعه حيث لازمن اهتم به هناك ، وصومعتي حيث اصحابي كتبي التي اهرب إليهم من نفسي ومن حالة الفراغ التي تكاد تفتك بالروح ...ولصومعتي نافذة واحده منها يتسسلل في الليالي المقمرة ضياء صاحبي شلالات من نور تضيئ قلبي ومنه ارسل ضيائي إلى من أحب وإن على البعد ، أي بعد ؟ كم قدره ومسافته ...هنا السؤال الاهم ….تغيضني هذه الساعة التي تدري متى أكون اخضر النفس ومتى تكفهر سماواتي ولا ترسل سماواتي غيثها !!! …

كيف لك مثلا أن تصاحب سيارتك ، تحبها وتعشقها ..أنا أدرك ان ثمة علاقة حميمة تكبرمع الأيام مع الحديد ، المهم أن تكون صاحب نفس من ذهب مش روح من جدار…احاول أن اؤسس لعلاقة حميمة مع ساعتي، لكنها تتمنع ، واحس أحيانا أنها تفعل ذلك لتتجسس علي وترسل تقاريرها إلى مكان ما ، اعود اضحك واقول : ساعة تتجسس عليك ، اضحك مرة أخرى على سذاجة الفكرة …

في الأول والأخيرنحن نلهث والوقت يلهث والأسبوع اختصرإلى يوم جمعة تكررنفسها كل يوم متعمدة وعن سابق اصرار، وحده الإنسان من يخسر ويكرر الخسارة لان لا أحد يعلي قيمته في هذا الزمن الذي فيه كل شيء يلهث إلا ساعتي فبمزاجها اعجبني كان بها ، وان لم فعلي أن ارمي بنفسي إلى اقرب بحر، حتى لو يكون بحررجرج …...بيني وبينكم اهتديت هذه اللحظة - بعد الغروب - فقد قلت لها ساغلق باب زاويتي في وجهك لاغضبك كما تغضبيني ….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً