الاثنين 11 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
ن ……..والقلم
صاحبي غازي .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:58 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 22 يناير2019
 

مدرسة صفا ..
مدرسة انتباه ..
ويدوي الصوت الجهوري (( يالله ابني اتحرك ..البرد قارس والشمس حارقة )) ..
يرتفع صوت صادق مرة أخرى وفرد (( الكشافة )) أو (( الفتوة )) يحيي العلم بقامة مشدودة إلى السماء تمثل روح اللحظة …

نردد نحن بصوت واحد يشق عنان السماء بعد الأستاذ صادق : تحيا الجمهورية العربية اليمنية ..أصواتنا تتداخل بالتحية ..صالح وعقيل وغازي وصالح وأحمد باعتباره اطولنا يقف خلف الجميع وقبله عبد الحليم عبد الله الحريبي …

ننطلق قطارات مستقيمة نحو الفصول ...ذات لحظة من صباح بهي احسست برأسي يدور اثرصفعة محكمة سببها الضاحك دوما غازي ابوبكر ذلك الذي قدم من يافع إلى تعز التي لم ترد احدا لأنها يمنية وهم يمنيون ، تحسست رقبتي وقلت : شوف يا وسخ سببت علي ، يعني هذا هو وقت النكات ، اخرهن يا غازي إلى الفصل !! ، باعتباراننا هناك نستطيع أن ندفن رؤوسنا وراء ظهركل منا ونضحك ، ضحك غازي متشفيا : خلاص الشاهي حق الراحة على حسابي فاتمنى صفعة أخرى لاؤمن شاهي الراحة الثانية فالشرعبي لارحمه زميلنا كان كل صباح يهددني ويأخذ مصروفي من جيبي !! ، التقيته في صنعاء وكان يعمل في المواصلات وتصاحبنا ، ذات صباح قلت له : المظلوم لاينسى يا شرعبي ، هناك كنت اخاف ، هنا أنا في عاصمة الدولة هات ماعندك، فوجئ حتى ان وجهه احمر خجلا : تصدق لم اعرفك ، مستعد ادفع ، قلت : سامحك الله وتصاحبنا …

ما أجمل الصباح الذي كان يصادفك فيه أولا صالح ابو بكربابتسامته البريئة رحمه الله ، لم يكن يؤاذيني كغازي ، وغازي كان ولا يزال قريبا من القلب ، وهم وأنا مثلنا اليمن الطبيعية خيرتمثيل في لحظة حلم قصوى لم تكن خلالها تسأل من بجانبك : من أين أنت؟ ولم يكن احدا منا يشيرمن طرف خفي : أنت من مطلع أو من منزل ، ولم نكن نعرف ولم نسمع ولا يمكن أن نفهم ماذا تعني بقولك شافعي أو زيدي ، كلنا من المهرة في مدرسة ناصربتعز الذي اروت البلاد حبا من المهرة إلى صعده نحيي علم الجمهورية ولم يكن يعنينا وجود بريطانيا في عدن إلا أنها وافد محتل ، كنا نعلم ونعرف أننا من اليمن الطبيعي الذي نبحث عنه !!!..

غازي ابو بكرالمفلحي وصالح ود. محمد امتدادهما من يافع حتى حلقان في قدس حيث المفلحي عائلة اصيلة في قرية حلقان من قدس وهي تمثل الانتماء في ابهى صوره …

من ناصرإلى الكويت في صالة إلى الشعب ذرذرنا اقدامنا تحكي طرقات تعز ذكريات ولا اجمل كجمال تلك الكلمات التي كان يرددها زميلنا المشترك عبد الحليم الحريبي في اذني وقت طابورالصباح : ((دكتور الحقني ..المغص جوف بطني ..الله الله يا بوي الحقني )) ، كنت اسمعها ذات طابورصباحي آخرلتهوي يد الأستاذ غازي على رقبتي : فوضويين ، قلت : لا الحقك الله خيريا عبد الحليم وياغازي أنا ايش دخل امي اسمعكم والصفعات تنزل على رقبتي ، يضحك غازي حتى الثمالة ويعدني بقلص شاهي من عند الصلوي ابو البوفية ...ما الذها ذكريات غرفناها من صباحات تعز في شارع 26 سبتمبر الشارع الذي مرت منه اليمن واستقبال لا مثيل له لعبد الناصر فقد انشقت الأرض يومها عن بشر كالموج كالمجانين يهتفون (( ناصر ...ناصر )) ….

في اجتماعات الهيئة الادارية لجمعية 26 سبتمبر واثناء الاجتماعات كنا نظل نتناقرواحد أعضاءها حول كل شيء ، حتى اشتبكنا في صراخ أمام صالح الصوفي الذي تركنا وخرج ، وعاد يبدو بعد أن لاحظ أن الصراخ تراجع ليجد مشهدا لم يستوعبه ، فمن كانا يصرخان في وجه بعضهما سكتا ويتكلمان بهدوء ، قال صالح : ايش في جننتوا ….

اثناء ماكنا نصيح ونقلب في الكشوف لاحظت ورقة بيده واسمه عليها ، عندما استقرنظري على الاسم داررأسي ، قلت : الله يصيبك ، غضب في وجهي : احترم نفسك ، عندما سمع ماقلت : أنت غازي ابو بكروايش طولك هكذا يا قصير؟! ، تراجع : كيف ؟ قلت سريعا : ونسيت مقالب مدرسة ناصر، كنا وحدنا وصالح الصوفي خارج الاجتماع : أنت عبد الرحمن قاسم بجاش ؟ لم نتمالك دموعنا بعد سنين غبناها عن بعض فلم تكن سوى دمعة خيرتعبير عن فرحة اللحظة ...من بعدها كان كلما أطرح موضوع للنقاش بسرعة يقول غازي : الذي يقوله أنا موافق ويشيرإلي …

غازي والصفوف التي مرينا عليها والكراسي والسبورات والطباشيرومفيد عبده سيف وعبد الله حزام وصباحات تعز الاجمل والبلس ومقهاية الابي وسينما بلقيس وقصرسبا والاستاذ ذياب ومحمد عبد الرب وعبد الله ناصرواليمن أجمل المفردات في ذاكرتنا ….

قبل اسبوع حصلت على رقمه من جديد ، كتبت له عبرالواتس ، فلم يرد ، كتبت مرة ثانية فلم يرد... كتبت: الم تتذكرصاحبك في مدرسة ناصر، رد فورا: لاتقل لي أنت الأستاذ عبد الرحمن بجاش ، ضحكت قلت : نعم بدون أستاذ ..

لله الأمرمن قبل ومن بعد

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص