الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصة قصيرة..
فوضى خلاقه! - عبد الله عباس الإرياني
الساعة 18:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



ينظر من عل' الجالس على رصيف قاطع خشبي يردهم عن قات مكوم على ارضية دكان من دكاكين شارع مشهور' على زبائن واقفين انتظارا لدورهم لشراء ما يحتاجونه لكل نهار وليل لا تصلح إلا بحضرته؛ والانتظار يظل انتظارا حتى ولو كانوا يتسابقون على شرائه؛ سباق من يريد أن يكون أولا؛ مرددا من عل:
(الفوضى الخلاقة...)
اعتادوا عليها؛ المعجبين بها! سيبيع لهم من سيخلق لهم لحظات يخرجون عندها من عالم بائس؛ أو يخلق مشاريعا' أو حلولا' حتى ولو كانت أوهاما!... وهو ينفجر ضاحكا' ثم يقول:
( لو كانت الفوضى الخلاقة حقهم مثل حقي كنا قد طلعنا القمر...)
والمستعجلين لايضحكون' ولم يضحكوا معه من قبل! بل مرددين؛ وكل لحاله يردد:
(يا كلينتون جزعني قد لي مراعي خيرات... كان رحم الله والديك...)
والناظر من على تجول عينه عليهم؛ حتى إذا وقعت على أحدهم؛ يخاطب عاملا مستعدا على ارضيتها' مشيرا إليه:
(جزعوا ذيه قد له منتظر خيرات...).
بيد أن أحدهم' ذيه' عاد ذات يوم استثنائي؛ واقفا على بعد خطوات قليلة منهم؛ رامقا لهم بنظرة ساخرة' لحظات ثم قال بصوت عال:
(وكلكم ذيه' وأنا ذيه' وكل ذيه يخضع لخانقه...)
نظروا إلى (ذيه) صامتين؛ لحظة من صمت نادرة؛ حتى قال من عل:
(ماشي... الفوضى حقي خلاقة... ايش قلتوا! )
انفجر بعدها ضاحكا؛ عادت عيونهم عليه؛ لأول مرة ضاحكين معه!
يناير 2019

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص