الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لا أعرف ما هو الوقت - جلال الأحمدي
الساعة 17:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

لا أعرف ما هو الوقت
هل عليّ أن أعرف؟
ما الفرق إن قلت لكِ التقيتكِ الساعة الماضية؟
أو الحديقة الماضية؟
أو الضّحكة الماضية؟
الساعة ستتوقّف
كما أنّ الحديقة ستموت
والضّحكة تنسى.
يجب أن أقول “أحبّكِ”
الآن.. لأنّني قليلا ما أعثر على الكلمات
في الوقت المناسب.
قليلا ما أفتح فمي
دون أن يكون ذلك من أجل..
إطلاق صرخة
أو افتراس ندم.
قليلا ما أمدّ يدي بسعادة
خارج قانون الغابة.
قليلا ما أغمض عيني
فأجدني دون قفص في الدّاخل.
ولأنّني تعب
وأبالغ في تصديق كدماتي
قليلا ما أحبّ
كثيرا ما أخاف.
2
أجلس الآن وحيداً
حول طاولةٍ مستديرةٍ
أجلس الآن مستديراً
حول نفسي
أجلس الآن.. كطاولةٍ ليس عليها أحد
أجلس الآن
لا أعرف كيف
تفوح مني رائحة التبغ
والخسائر
قلبي دولاب محشوّ بعلاّقات الملابس
وبعلاقات شبه تذكارية
رأسي علبة سردين صدئة
كلّما هزّته ريحٌ
سمعتُ داخلي مواء قطٍ تائه
كلّما رشقني الأطفال بالحجارة
تدحرج مثل كرة نحو برميل القمامة
وكلّما سألت عن الوقت
انفتحت على العدم
كلّما سألت
صرت خفيفا
مثل لا شيء
عن يميني ريح
وعن يساري ريح
تأخذني ريح
وتحطّ بي ريح
وكلّما ارتفعت عن سطح الفكرة
ازداد حنيني للسقوط على حقيقة حادة.
أنا حجر يفكّر بالطيران
أجلس كآلهة قديمة على عتبة حزني
وأفكّر بكتابة قصيدة جديدة عن امرأة لا أعرفها
أفكّر برسم صورةٍ لامرأة لا تجيء,
أفكّر بالطريقة التي أدعوها بها إلى كوب من الشّاي
أفكّر في الطّريق الطويل المؤدي إلى باب بيتي
أفكّر في الطّريق الطويل المؤدي إلى بيتي
أفكّر في الطّريق الطويل إلى بيتي
أفكّر في الطّريق إلى بيتي
أفكّر في بيتي
ثم أفكر بشراء مقبضٍ للباب
وبابٍ للجدار
وجدارٍ لنا
لكنّني الآن جائع
وأريد أن أنهي هذا
ثم أريد أن أبكي لـ وحدي
وأنام.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص