- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
منذ عام تقريبا لم اكتب اي شيء يستحق، لم اكتب اي شيء حقا، مارست هوايتي في تبذير الايام والهروب بادعاء انني اعاني من ال writer's block . قالت صديقتي -روائية بالمناسبة- انه امر طبيعي خصوصا بعد اصدار كتاب. كنت اتوجس ، لم اهضمها لاني لم افقد الحماس فقط بل والشغف والافكار، قبل العام المنصرم -سيء الذكر- كانت الكتابة تشغل كل تفكيري، سواء كنت انوي اصلاح اعوجاج الكوكب او الانتقام من شيء ما او ارضاء غروري طبعا ، ولكن كان كل شيء حولي يخلق لي فكرة للكتابة سواء كنت اقود السيارة، او اقف في العمل ، او احدق في مؤخرة احداهن ، او حتى وانا اقف خارج المطار في انتظار بيلدا ما. انقضى العام وانا افكر كيف يمكن سداد الفواتير و دفع تكاليف الدراسة و يقلقني بشدة ارتفاع اسعار البنزين ايها السادة. قبل ايام ومع مطلع العام الجديد قالت لي ذات الروائية والصديقة بالمناسبة في معرض شكواي عن استمرار عقم الكلمات لدي انه ينبغي عليا القيام بشيء مجنون لاشعال فتيل الكلمات من جديد . كانت محقة وسارقة في ذات الوقت ، في الواقع اعتقد اني من قال هذه الجملة/النصيحة من قبل ولكن لا اتذكر متى ولمن قلتها، اخبرتكم ان ذاكرتي تعاني من مشاكل ما. على كل حال ، صممت ان امزق جدران المشيمة اللزجة التي تغلف ايامي بالرتابة و قررت القيام بشيء مختلف هذا العام ، في محاولة الاطمئنان عما تخفية اكوام الرماد داخلي او على الاقل التوقف عن الوهم، حقا يجتاحني حنين للكتابة وسافعل اي شيء في سبيل استعادة ذلك. اتصلت بصديقة تعرفت عليها بالعمل ، امريكية ، تدعى كامليا ، فتاة ذات وجه دائري وعينان لوزيتان جسدها ممتلى و بشرتها تشبه البورسلين الناصع، لها ابتسامة بريئة وشعرها قهوائي اللون. كنا قد اصبحنا صديقين في العمل وخلال وقت الطعام تبادلنا الحديث في شؤوننا الخاصة كثيرا. بعد العبارات المعتادة والتهاني بمناسبة عطلة الاعياد والأماني بعام سعيد سألتها ان كان لديها موعد او خطة لقضاء ليلة رأس السنة. ترددت بالبداية،واجابت بلا شيء،ثم سألتني :
- هل تطلب مواعدتي في ليلة راس السنة؟
- حسنا ، لأكون صادق انا لا اطلب ذلك ولكني ارغب بشدة ان ابدا عامي الجديد بقبلة!
- ومن اخبرك اني انوي القيام بتخفيضات رومانسية عزيزي روميو العربي ؟!
- اعتقدت ان بابا نويل لا يخذل احدا في هذه البلاد.
اتفقنا على ان نلتقي في احد الحانات في وسط مدينة ديترويت عند العاشرة. كانت ليلة راس السنة ممطرة لهذا ارتديت معطف جلدي و لففت شال حول رقبتي وقصدت البار المحدد، كان مدخل البار من الشارع الخلفي لبناية شاهقة تنتصب في مركز المدينة ، الشوارع خالية من المارة ومكتظة بالسيارات . دلفت الباب فازاح الحارس ستارا بني اللون ليكشف عن بهو صغير ينتصف في الواجهة الخلفية خلية نخل عملاقة تعج بكل اصناف الكحول . كانت كاميليا تجلس على امام طاولة البار مباشرة وقد حجزت لي كرسيا جوارها، الاضواء خافته ، ولم يكن المكان واسعا وهذا منحني بعض الهدوء، طلبت هي كأسا من البراندي في حين فضلت انا كأسا من الفودكا المخففة بعصير الاناناس. بعد ساعة من الحديث المستهلك وقرقعة الكؤوس قررنا الانصراف، كانت قد تجرعت ٤ كؤوس في حين اني وبحدس عربي يشق طريقة في عالم الشراب بتوجس، اكتفيت بكأس واحدة. قصدنا مطعما صغير مزدحما بالكثير من المحتفلين المثيرين للشفقة. وتناولنا شرائح من صدر الدجاج و بعض السلطة مع البطاطا المقلية. قبيل الثانية عشر كان الناس في الخارج يستعدون للعد التنازلي لعشرة ارقام قبل ميلاد العام الجديد كلا يطوق ذراع او خصر حبيبته فجأة شعرت بخدر لذيذ و بدات الحديث بلا مبالاة، يبدو انني سكرت، كان جمال كاميليا ساحرا ، فستانها العنابي الذي يصل الى فوق ركبيتها جعلها تبدو كسمكة وابرز مفاتنها بشكل صارخ ، نهداها كان بارزين يحوطهما عقد يلتف حول رقبتها وشكل تناسقا رهيبا مع لون شعرها . وجدتني استكشفها مجددا تحت زخات المطر الخفيف و وجدت نفسي احدثها بلا هوادة كم هي حقا فاتنة. كنت على يقين اني سأحقق اول هدف منذ فترة وسأحضى بقبلة كبداية لعامي الجديد، كنت متيقن ان تلك القبلة هي من ستعيد الي مفتاح الكتابة الضائع و اعود قادر على انجاب الكلمات. كان الناس حولنا قد بدأو بالعد " تسعة" ، " ثمانية ".. فجأة وجدتني مضطرا للقرب اكثر والحديث قرب اذنها بدلا من العد مع الناس ، كانت بشرة عنقها الصافي و تشعل فتيل في الهشيم داخلي. " اربعة" ، " ثلاثة" كانت طاقة غريبة تتحرر داخلي مع صراخ الناس حولي وفجأة وجدتني اعترف لها بلا هوادة وصدق جارف:
-اقسم لك يا كاميليا انك اجمل فتاة خرجت معها على الاطلاق حتى تلك التي خرجت معها الاسبوع الماضي لا تساوي جمال شحمة اذنك!
" اثنان"، "واحد" ، كنت اتهيأ لقبلة فاغمضت عيني، ولكني فتحتمهما بسرعة مع ارتطام حقيبة يدها على صفحة وجهي البارد و انفجار الالعاب النارية بالسماء.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر