السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……….و القلم
من الذاكرة عن الذكريات… - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء 2 يناير 2019

تحضرني الحكاية، ففي عهد تاتشراو السيدة الحديدية التي حكمت بريطانيا تلك السيدة القوية من كانت تخاطب أمريكا بعظمتها بتصغيررونالد ريغان إلى (( روني )) أعلنت ادارة مطعم مشهورفي لندن عمره مئتين عام نية ادارته في أغلاقه فقد وصلت حالته إلى حافة الافلاس …تدخلت تاتشروقالت : ((المطعم جزء من شخصية لندن ولندن عنوان بريطانيا )) …..

الذي أمر بهد المدرسة الأحمدية لم يكن قارئا بحيث يرى كيف ينظرالعالم إلى معالم شخصية المكان التي هي جزء من الثراث والتاريخ للزمان ...كيف لوبعث صاحبنا من قبره وقرأ ذلك الخبرالصغير المرفق بصورة عن قيام الاتراك بنقل مبنى مسجد تاريخي مع ملحقاته إلى مكان آخر، بسبب اضرارمحتمله جراء انشاء سد قريب !! ..اعتقد انه سيقرر وذلك الذي أمر بهد منتزه التحرير ومدرسة عبد الناصرواهمل مدرسة الوحدة بل وباع ارضيتها لتاجرعابث ، سيقررولوأن عندهم ذرة دم أن يموتوا ألف مرة …

في الحربين العالميتين اتفق طرفا الحرب على تحييد المدن ذات القيمة الاثريه والتاريخية ...وهناك مفارقة عجيبة رافقت الحرب الثانية فقد تجنب الالمان مجرد المساس بمدرسة للبالية في باريس ، وتخيل هذا العدو يوزع كل صباح باقات الورد على الفتيات قبل أن يدخلن إلى مدرستهن …

نحن مصيبتنا أن الجاهل يزداد جهلا ، والمتعلم كلما مرالوقت لانه لايواكب فيعود جاهلا ، والمثقف لاحول ولاقوة له - واضحك كثيرا عندما يعرف فلان بأنه مثقف(( عضوي )) - ، لذلك لانراكم أي خبرات في اي مجال ...لذلك ترى اننا نتكئ دائما إلى الفراغ ...وكل مرحله نبدأ من الصفروإلى الصفرنعود لأن لاتراكم في حياتنا ...حتى الثقافة فنلقط لقاط فيتحول مايسمى بالمثقف إلى (( لقيف)) في احسن الاحوال …الوحيد كان مثقفا في هذه البلاد محمد النعمان ….

شارع جمال في صنعاء ارتبط افتراضا في أذهان الناس ببيت جمال جميل الذي لا أدري هل مايزال صامدا بلا روح او تحول إلى معرض، وهناك السفارة المصرية التي هي جزء من الذاكرة الجمعية كحدث وحديث ، ثم مبنى البلدية الذي كان !! ومقرالحرس الجمهوري أيام العميد محمد الفقيه والموسيقى العسكرية ، وصالون الهيكل كمكان حميم لمن تربطهم به ذكريات حميمة ….بيت النعمان الزعيم المظلوم لا احد يعرفه ، كيف سنعرفه أمام فندق صنعاء وذاكرتنا لامكان فيها لابو الحركة الوطنية كما كان يسميه الشهيد د. محمد عبد الملك المتوكل والزبيري واروع من كتب عنه عند وفاته صفحتين خلال يومين متتاليين في الثورة ماغيره البردوني ، وفندق صنعاء في غرفه القليلة وجدرانه الف حكاية وحكاية للإنسان والحدث ...وهناك عمارة فيصل العامري والشركة اليمنية للبرق واللاسلكي أيام التلكس والاتصال بالواسطة.. كان فيصل قد شغل صنعاء أيامها بالمرسديس المكشوف فكان حديث الناس ...كانت الحكومة تستأجره منه إذا ما زارضيف كبير صنعاء …

ساتجاوز مكونات كثيرة واحداث أكثر مر بها شارع جمال واذكركم بمكان صغير كان محجا ذات مرحلة للعاصمة كلها (( بوفية الذكريات )) بالتأكيد يتذكرها جيدا صاحبي محمد مطهر تحت بيت القاضي قاسم إبراهيم وآل إبراهيم وقريبه من بيت القاضي الشماحي صاحب ((الحضارة والإنسان )) ومخضرية القذافي ...والشماحي هو الآخرلا يذكره ولا يتذكر مآثره احد …!!! وبجانب البيت القديم لال إبراهيم هناك الدكاكين الذي حمل أحدها اسم السيدة الجميلة مالكته نقلت الاسم من عدن حيث اشتهرت به ، بنتها ظلت حديث صنعاء لتلك الفترة فقد كانت من الفتيات القليلات جدا لاتلبس الحجاب ولا النقاب ولا الشرشف ...يومها كانت صنعاء منفتحة وحنونة وتتطلع إلى الأفق ….

بوفية الذكريات كانت معلما من معالم العاصمة لحقت بمنتزة التحرير، لكنها ضاعت بطريقة أخرى لاعلاقة للزعيم بها !!!....

الذ العصائرفي الذكريات ، اجمل اللقاءات لمرحلة جميلة من عمرالشارع جمال وصنعاء مرت وصرنا تتذكرها بالتنهدات، يقتلنا الجهل باهمية المكان وكذا الزمان، لايدرك معظمنا أن المكان نموذجا للبطولة كما هو الإنسان والا لن يتحول الروس إلى دروع بشرية حول التماثيل والأماكن البطلة خوفا من غارات الألمان !!!..

عندما اقارن بين ما حصل للفازه في بلاد اليمنيين المسلمين وإلى أي حال وصل مصيره واعود انظر إلى تلك اللقطة ومن تركيا لنقل مسجد…...اسأل نفسي أو احدثها واخلص إلى أن هناك فرقا بين مسلم واع ومسلم جاهل !!! …

الإنسان يرتبط بالمكان ويعطيه من روحه وجود …
لكن الجهل يقتل الإنسان والمكان …

بوفية الذكريات هكذا مثل اماكن لها حضور في حياة الإنسان قتلت وتحولت إلى أي شيء ….و يظل الإنسان هو المبتدا عندما يكون واعيا ...وخبرحين يقتل الحياة بسبب الجهل ….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً