السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …….والقلم
أحدثكم عن أجمل مخلوق - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:17 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأثنين 24 ديسمبر2018
 

قال يحيى ضيف الله ولا أدري أين هوالآن ، وقد يكون في أمريكا : تعالوا نتصور، كنا بالتحديد أمام استديوالشعب في شارع جمال لصاحبه علي الحرازي رحمه الله وبعده شقيقه يحيى ، كان لتوه قد انتقل من تحت بيت القاضي الصباحي بجانب بيت البروي حارة القصر، هناك في نفس المكان كان مقرنادي شعب صنعاء …كانت اللحظة منتصف النهار، فقد خرجنا من مدرسة عبد الناصر أثناء الراحة ….

تصورنا ، وما تزال اللقطة لدي حتى اللحظة تذكرني بأجمل أيام العمر... وتذكرني بأجمل مخلوق عرفته وعايشته بل وعشته وعاشني بكل التفاصيل وثالثنا عبد الله علي البعداني ...كان صالح الذاري أوالمهندس صالح محمد رحمه الله أجمل مخلوق في حياتي الشخصية لم يتغير قيد انمله حتى غادر الحياة ليل الجمعة الماضي ….

كان أحدهم وهو زميلنا في أول ثانوي قد قرر وكنت وصالح أمامه نجلس في مواجهة السبورة ان يرفع قدميه على كتف صاحبي ، التفت إلي : احتراما لك سأسكت ، والا فانا قادراقوم اعجنه ، قلت بل قم حوله إلى فته - هكذانطقتها بألم - لم يكذب خبرا أمسك بقدميه ورماه إلى الخلف ، استدار ولقنه درسا بليغا في ضرورة احترام الغير، جاء شقيق ذلك السيئ لينصراخاه فلقنهما مايستحقان من دروس التربية ، وأنا جالس كأن على رأسي الطير، فلم اتدخل لانهما استحقا تلك العلقة التي جعلتهما يسيران إلى جانب الحيط حتى تخرجنا من ثانوية عبد الناصر …كان حساسا لكرامته صالح الذاري لايقبل ظلما على الاطلاق ….

قال وكنا نرتشف الشاي عند الصلوي في علي عبد المغني ومعنا انجالي الثلاثة في مقتبل العمر : خذ حبة روثمان على الشاهي ، قلت سريعا : السجارة حق السراسرة ، التفت إلي الولد الاكبر لفته ذات مغزى ، وجه صالح إلى صغاري كلامه : لعنة الله على من علمني السجارة والسرسرة ، لم اتمالك نفسي فقد انفجرت ضاحكا كالسيل …
في دكان السوق المركزي بباب اليمن وراء مدرسة المدفعية ذاكرنا سوية وهناك مددت إليه أول حبة روثمان !!  بعد اشهراختفى عني حوالي الأسبوع قلبت صنعاء بحثا عنه ، وفجاة وجدته أمامي : اينك؟ - في الزنزانة - أي زنزانة - زنزانة المدفعية - ايش فعلت ؟ - سجارتك ادخلتني الزنزانة ، كنت ادخن في الميدان، جاء أحدهم ومسكني من رقبتي من الخلف ، فظليت أصرخ - بطلوا الصفاط ، وجدت أن الذي يمسكني هو الوالد ومن هناك إلى الزنزانة ، ضحكت قائلا: تستحق ، السجارة عيب يا صالح ، كظم غيظه : ذلحين غديني والاقمت اضربك ، غديته وأمري لله ، ومن يومها رفضت أن اعطيه ولا حبة روثمان ، فقد علمته والباقي عليه ، ظل كلما لقيني يشيرإلى العلبة في يده : لعنة الله على من علمني ….

لم اعرف وكذا زميلنا المشترك وهما الإثنان كانا من يزعجان مدرسة سيف كلها عباس المنصور، لم نعرف انقى وانظف نفسا من صالح الذاري ...وإذا سألتم زميلينا نعمان قائد سيف وعبد الحفيظ الدبعي عن أجمل زميل عرفاه لقالا بصوت واحد : الذاري ، ويشهد على علاقتهما المتميزة دكان القاع الصغيرحيث كانوا يتكومون فيه الثلاثة يذاكرون ويدخنون ويحش نعمان على عباد الله …

بعد الثانوية ذهب كلا منا في اتجاه ، صالح ذهب يدرس كهرباء في الاتحاد السوفيتي ، وعاد ، علمت انه عاد ، اشهر قليلة لم نلتقي ...ثلاث سنوات مرت أيضا ونحن في بحرصنعاء الذي اتسع فصرنا فيها غرباء …
فجأة لمحته وسط القاع تسمرت بالسيارة، لمحني هو الآخر، اقترب : مالك اكيد قالوا لك انني انتحرت، حبكت الرغبة في التهكم في تلك اللحظة قلت : أيش رجعك ، كنا ارتحنا منك - اخي هو من غادرنا …

عدنا إلى بعضنا من جديد ، وعلى فترات متباعدة نتواصل ومن الحديدة وبعدها عدن ظل البعداني يتواصل بنا ، وأنا اتواصل معه اسبوعيا …

قررنجلي الاكبر في العام 2009 أن يتزوج ، كان صالح أول من دعيت ، فجاء بخروفه ومن قبل العرس بيومين ، احتفى بنجلي اعظم مني ...وكلما كبر الاولاد الثلاثة الاخرون بما فيهم البنت أجمل مافي حياتي تاج ظل يتصل بهم ، يطمئن عليهم ….

تمنيت عليه أن يترك بيته المستأجرالقريب من السجن المركزي وقد عرفت انه اصبح وحيدا : اقرب مني لارعاك قدك قضاء وقدرعلي ماذا افعل ، يرد بعفويته وصدقه وطيبة ونقاء جاء بهم معه من الحبشة أرض البشرالاطيب : قدنا مصيبتك وغصبا عنك ، وكلما تضيق بي اللحظة اتصل به : أين السرسري المدخن ، يرد : أنا استاهل ، حتى اذا اتصلت به في بداية رمضان من كل عام : يوم كذا قال عباس لقاء جمعية الزملاء - ايش قدرني اقول لعباس لا ، فيكون اول الحضور، يظل جالسا بهدوء لايخزن ، لكنه يدخن ، وكلما التفت إليه يوجه إلي كل لعنات الكون …
صباح الأمس الأول اتصلت بعباس رد علي بروحه الأجمل : صباح الفل ، قلت يبدو أن السبت بدأ بداية سيئه ياعباس ، صاحبك في ذمة الله ، صمت ….دريت ...اغلقت تليفوني ، كان صالح الذاري أجمل مخلوق عرفناه قد غادرليلا ….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً