السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……...والقلم
ملل… - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 22 ديسمبر2018
 

مريت أمامه ، كان منهمكا يشطب اللوحة التي أمامه ، قلت لن الفت انتباهه دعه ينهي الرسمة التي هي عبارة عن وجه راح ينقل ملامحه بريشته وبهدوء …
واصلت مسيري إلى سوق الدبوركما يسميه جاري د. خالد ، اذ كلما اراه في الشارع ينهب الأرض فاعترضه سائلا: إلى أين ؟ يرد أحيانا بسخرية وتهكم : إلى حيث القت …….

حرصت قبل أن أدلف بقدمي إلى حيث نمارس قهرنا أمام تسلط وجبروت القات على أن اخفي جهاز التليفون حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه ، وإلى خانقي ذهبت : أين أنت يارجال ؟ به قات والا في الأحلام ، قلت يكفي أحلام اليومين الماضيين ، زدت علي ، المهم زاد علي من جديد ودفعت ما في الجيب ولن يأتي ما في الغيب ، وقررت أن اقسمه ليومين ومن السبت نبدأ أيام بلا قات ، إلى أي مدى سأصمد ؟! لا أدري ، فالخميس والجمعة والسبت أيام وقوف ، ومن الأحد سيبدأ الرجوع ولشهرين سنقضيهما بين موجات متلاحقه من البرد الشديد ، ما إستغربت له هو أن صديقا عزيزا ارسل إلي ما سماه (( تنبيه شديد )) وراح يحذرمن موجات البرد القادمة ويفصلها بالتحديد ، فاستغربت إلا يكون التحذيرمن الارصاد - هذا إذاهي موجودة - بل من قاض شرعي ، قاض شرعي ؟! كيف ؟؟ ، هل اصبحت الأرصاد من اختصاص قضاة الشرع ؟؟ لا أذكر ان القاضي العمراني أطال الله في عمره كان يفتي في أمورهي من اختصاص أهل العلم ؟! …..

عدت على رجلي ، كاد المتور يطرحني أرضا بسبب السرعة ولأن باله كما قال بعد ان قلت له أذهب : حسي عند القات الله لافتح عليهم ، علق أحد اقرب الواقفين : الله لافتح علينا احنا …

عمال النظافة يتجمعون ببدلات زرقاء وسط الشارع ، هم الوحيدون في هذه البلاد من يعملون بهمة واخلاص وبمقابل جهدهم يسمعون كل الكلام السيئ (( هم اخدام )) ، ولا أدري ما الذي كنا سنفعله حين نغرق في مخلفاتنا لولاهم !!!!....
مريت ادورعلى الخولاني صاحبي قال لي صبي الورشة : هوه في سوق القات ...واصلت ، كانت الشمس قاسية إلى درجة التعمد ، تذكرت الأستاذ عبد الرؤوف : حرك ابني ، الشمس حارقه والبرد قارس ….

إلى حانوت عبد الغني الفنان ، وجدته أمامي لم يعرني اهتماما ، قلت احدث نفسي : هو الملل إذا ، كان ذاهبا إلى سوق القات ، قال الدكتور نبيل : شوف راح ولم يكلمني ، أكيد راح يشتري ابوالف ، عندما عاد وبيده الكيس ، قلت : من حق أين هذا القات؟ قال: قصدك قده بألف عادك اشتسأل من حق فين ، المهم قات وبألف …
كانت الريشة لا تزال تخوض في اللون ، اخذت نفسي فجأة من على الكرسي وذهبت ، لم أستاذن ، هو الملل إذا ….

جلست إلى طاولة الطعام ، مددت يدي إلى الأيباد فلم تتجاوب أعماقي ، لم يكن هناك ثمة شجن للكتابة ، اغلقته وذهبت ، عدت من جديد حدثت نفسي لازم تكتب لأنك ان لم تكتب فستموت ببطء ، تمنيت لوان ثمة ملهم يتوافرفي تلك اللحظة ، فتوافرالملهم من البعيد القريب ، كلمتين اثارت في النفس كوامن الشجن للحرف والكلمة ورائحتهما العبقة في الروح كما تسري روائح ملكة الليل في الارجاء ….
كتبت ، عادت إلى روحي القها ...قلبت في صفحات الاصدقاء وجدت جلال الاغبري يتحدث عن الملل، فاحسست بغصته تجتاحني من جديد ، عدت ادراجي إلى نفس النقطة التي كنت فيها ، لكنني كنت قد هزيت الشجرة فتساقطت رطبا جنيا …..
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً