السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن ……...والقلم
ملل… - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 22 ديسمبر2018
 

مريت أمامه ، كان منهمكا يشطب اللوحة التي أمامه ، قلت لن الفت انتباهه دعه ينهي الرسمة التي هي عبارة عن وجه راح ينقل ملامحه بريشته وبهدوء …
واصلت مسيري إلى سوق الدبوركما يسميه جاري د. خالد ، اذ كلما اراه في الشارع ينهب الأرض فاعترضه سائلا: إلى أين ؟ يرد أحيانا بسخرية وتهكم : إلى حيث القت …….

حرصت قبل أن أدلف بقدمي إلى حيث نمارس قهرنا أمام تسلط وجبروت القات على أن اخفي جهاز التليفون حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه ، وإلى خانقي ذهبت : أين أنت يارجال ؟ به قات والا في الأحلام ، قلت يكفي أحلام اليومين الماضيين ، زدت علي ، المهم زاد علي من جديد ودفعت ما في الجيب ولن يأتي ما في الغيب ، وقررت أن اقسمه ليومين ومن السبت نبدأ أيام بلا قات ، إلى أي مدى سأصمد ؟! لا أدري ، فالخميس والجمعة والسبت أيام وقوف ، ومن الأحد سيبدأ الرجوع ولشهرين سنقضيهما بين موجات متلاحقه من البرد الشديد ، ما إستغربت له هو أن صديقا عزيزا ارسل إلي ما سماه (( تنبيه شديد )) وراح يحذرمن موجات البرد القادمة ويفصلها بالتحديد ، فاستغربت إلا يكون التحذيرمن الارصاد - هذا إذاهي موجودة - بل من قاض شرعي ، قاض شرعي ؟! كيف ؟؟ ، هل اصبحت الأرصاد من اختصاص قضاة الشرع ؟؟ لا أذكر ان القاضي العمراني أطال الله في عمره كان يفتي في أمورهي من اختصاص أهل العلم ؟! …..

عدت على رجلي ، كاد المتور يطرحني أرضا بسبب السرعة ولأن باله كما قال بعد ان قلت له أذهب : حسي عند القات الله لافتح عليهم ، علق أحد اقرب الواقفين : الله لافتح علينا احنا …

عمال النظافة يتجمعون ببدلات زرقاء وسط الشارع ، هم الوحيدون في هذه البلاد من يعملون بهمة واخلاص وبمقابل جهدهم يسمعون كل الكلام السيئ (( هم اخدام )) ، ولا أدري ما الذي كنا سنفعله حين نغرق في مخلفاتنا لولاهم !!!!....
مريت ادورعلى الخولاني صاحبي قال لي صبي الورشة : هوه في سوق القات ...واصلت ، كانت الشمس قاسية إلى درجة التعمد ، تذكرت الأستاذ عبد الرؤوف : حرك ابني ، الشمس حارقه والبرد قارس ….

إلى حانوت عبد الغني الفنان ، وجدته أمامي لم يعرني اهتماما ، قلت احدث نفسي : هو الملل إذا ، كان ذاهبا إلى سوق القات ، قال الدكتور نبيل : شوف راح ولم يكلمني ، أكيد راح يشتري ابوالف ، عندما عاد وبيده الكيس ، قلت : من حق أين هذا القات؟ قال: قصدك قده بألف عادك اشتسأل من حق فين ، المهم قات وبألف …
كانت الريشة لا تزال تخوض في اللون ، اخذت نفسي فجأة من على الكرسي وذهبت ، لم أستاذن ، هو الملل إذا ….

جلست إلى طاولة الطعام ، مددت يدي إلى الأيباد فلم تتجاوب أعماقي ، لم يكن هناك ثمة شجن للكتابة ، اغلقته وذهبت ، عدت من جديد حدثت نفسي لازم تكتب لأنك ان لم تكتب فستموت ببطء ، تمنيت لوان ثمة ملهم يتوافرفي تلك اللحظة ، فتوافرالملهم من البعيد القريب ، كلمتين اثارت في النفس كوامن الشجن للحرف والكلمة ورائحتهما العبقة في الروح كما تسري روائح ملكة الليل في الارجاء ….
كتبت ، عادت إلى روحي القها ...قلبت في صفحات الاصدقاء وجدت جلال الاغبري يتحدث عن الملل، فاحسست بغصته تجتاحني من جديد ، عدت ادراجي إلى نفس النقطة التي كنت فيها ، لكنني كنت قد هزيت الشجرة فتساقطت رطبا جنيا …..
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص