الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الضَّياع - أحمد عبد الغني الجرف
الساعة 11:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



و مَنْ يعتنقْ حزنيْ يجدْ لحياتِهِ
معانيَ أخرى ، أو يعشْ مرَّةً أخرى

لقد متُّ مذْ عامينِ سبعينَ مرَّةً
و كلَّ فناءٍ كنتُ أستنشقُ الدهرا

أنا الغربةُ الأولى لآدمَ ! عندما
توطَّنتُ كانتْ مهجتيْ غربتيْ الكبرى

على أيِّ معنىً سوف ترسو قصيدتي؟
لقد أنهكَ التأويلُ في قلبيَ الفكرا !!

جميعُ المنافي في ضلوعيْ مقيمةٌ
و كلُّ بلادٍ في دمي تقتلُ الشعرا

أنا الغربةُ الأولى ، و لكنْ إلى متى ؟
و كيفَ سألقاني و لم أمتلكْ عُذرا ؟

متى تفهمُ الدنيا ملامحَ موطني ؟
و تمنحُني شيئاً أجلَّ منَ الصحرا ؟

متى أيها النهرُ المشرَّدُ داخلي
ستخرجُ من جنبيَّ مشتعلاً حُرَّا ؟

متى ؟ و تصيحُ الأرضُ حوليْ كأنَّني
تشقَّقتُ وَ هْيَ الــ أصبحتْ حزنيَ البِكرا

فكنتُ كَمَنْ يحبوْ إلى غيرِ نفسِــــهِ
على فزعٍ ما أقتفي إثرَهُ إثــــرا

لقد سرقَ الأحياءُ أضرحتي التي
رسمتُ عليها ما حفظتُ من الذكرى

و ها أنا ذا الأغلالُ ملءُ نوازعي
أكادُ أضجُّ الآنَ من كثرةِ الأسرى !!

إلى أينَ أمضيْ ؟ لا بلادَ تضيءُ لي
و لا جسدٌ يقوى على ثورةِ الإغرا !

ـــــــــــــــــ

2016ــ

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص