الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الواضح - محمَّد المهدِّي
الساعة 13:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

بشرٌ.. كُلُّهُ إشاراتُ 
نحو أسفارهِ النداءاتُ

واضحُ الصَّوتِ في سكينتهِ 
كلُّ أبعادهِ قريباتُ

ربما أنَّ لا مسافةَ في 
بُعدهِ.. غابتِ المسافاتُ

وصلتْ رُوحُهُ إليه كما 
أوصلتْ أمرها المُهمَّاتُ

همُّهُ خارج الكلامِ وفي 
صمتهِ تكمُنُ القراءاتُ

قيل أنَّ الكتاب كُنيتُهُ 
ضَيَّعَتْهُ اسمَهُ الكناياتُ

صافحتْ مُبتغاهُ عابرةٌ 
إنَّها إنَّها العباراتُ

لم يُعبِّر عن العُبورِ سوى 
بالذي دونهُ المتاهاتُ

تلك أُميَّةٌ مُغايرةٌ 
وسُلالاتُها فصيحاتُ

عندها للوجود مُفردةٌ 
لا تعي حجمَها الرّواياتُ

مثلما طينةٍ تنُصُّ على 
مِعجمٍ بعضُهُ المجرَّاتُ

ـ*****ـ

بشرٌ.. مُحتوى رسالتهِ : 
حَمَلَتْ قلبيَ الرِّسالاتُ

بشرٌ.. ما ادَّعى النُّبوَّةَ, بل 
تَدَّعِيْ ذاتَهُ النُّبُوءاتُ

كفَّرتهُ الحياةُ حين بكى 
وهي مِن دمعهِ الدّياناتُ

كان من حقِّهِ البُكاءُ على 
أنها كانت المشيئاتُ

ـ*****ـ

بشرٌ.. والحديثُ مُتَّفقٌ 
بي تفاسيرُهُ الصَّحيحاتُ

لم يكن غيرَهُ وإن لمستْ 
بعضها فيه عبقريَّاتُ

أنا في كونهِ على صلةٍ 
وصِلاتيْ بهِ عَلِيْمَاتُ

هو في حالِهِ إحالةُ مَنْ 
لم تحلْ عن هواهُ حالاتُ

سرُّهُ في صفا سريرتِهِ 
وهي في جهرِهِ المسرَّاتُ

نصفُ تكوينِهِ ملائكةٌ 
نصفُ أعماقِهِ سماواتُ

يُشبهُ الآخرين إن شَعَرُوا 
إنَّما الآخرون أشتاتُ

لو أحسُّوا بلا غوايتهمْ 
ما استكانتهمُ الغواياتُ

ـ*****ـ

ذلك المُستكينُ باءَ لهم 
بمراياهُ, وهي مِشكاتُ

ظلَّ مصباحُهُ يُعاكسُهمْ 
ما لهُ منهُمُ انعكاساتُ

وحدها الرُّؤيةُ التي عَرَفَتْ 
وجهَهَا.. وحدها البصيراتُ

ذات إطلالةٍ أُجيزَ لها 
أغمضتْ عينها المجازاتُ

شقَّ من لحظتين أزمنةً 
فاستحقَّتْ لَهُ الخرافاتُ

وبدا شاهرًا توجُّسَهُ 
موعدًا ليس فيهِ ميقاتُ

باعثًا من عصاهُ مُعجزةً 
حيثُ لا زينةٌ وحيَّاتُ

غير أنَّ الذي يشاطرُهُ 
عيدَهُ: الصَّفحُ والخطيئاتُ

والذي يَستمِدُّ هيأتَهُ 
جبلاً.. قُلْ عليهِ: نَحَّاتُ

صعقةٌ تنجليْ بحوزتِهِ 
دون هذا الجلاء.. آهاتُ

ـ*****ـ

ذات أمَّارةٍ أطاحَ بِها 
كمْ عَصَتْ أمرَهُ الإطاحاتُ

وهي تدري بأنَّ لمحتَهُ 
ما على متنِها عشيَّاتُ

كُلُّ فجرٍ عليه بَصْمَـتُهُ 
بَصَمَاتُ النَّدى صباحاتُ

لابتساماتهِ مُخيِّلةٌ 
حُلُمُ الواقعِ ابتساماتُ

ليس منه المقامُ مُفْتَعَلاً 
صَدَقَتْ فِعْلَها المقاماتُ

ـ*****ـ

"علَّمَتْهُ الحياةُ" حكمتَهُ 
عَلَّمَ الموتَ: ما البقيَّاتُ؟!

مُدركًا ما اليقينُ خافِقُهُ: 
ما البداياتُ؟! ما النهاياتُ؟!

لم يُبالغْ بحجمِ نظرتِهِ 
فحُدودُ الرُّؤى بليغاتُ

ما الذي يستحقُّ؟! قال لهم.. 
لم تنلْ حقَّها الإجاباتُ

زعموا أنَّهُ الجنونُ, وفي 
رأسهِ للجُنُونِ جنَّاتُ

ضَحِكُوا مرَّةً؛ فأنبأهم 
أنَّ أصداءهمْ حزيناتُ

وبكوا مرَّتين؛ فانتبهوا 
وانتباهُ القلوبِ آياتُ

حَفِظوا حُبَّهُ على عَجَلٍ 
هكذا تُحفظُ الْمَحَبَّاتُ

هكذا قيلَ: إنَّهُ بشرٌ 
ألَّهَتْ كُنْهَهُ الخيالاتُ

2013م 
____________ـ 
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص