الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة.. - محمَّد المهدِّي
الساعة 10:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

كان لا بُدَّ في هذه الفترةِ الزَّمنيَّةِ أن أكتب الشعرَ سهلاً لتقرأهُ جدَّتي وتقولَ لأطفالنا:

الشعرُ أجملُهُ في زمانِ المعارك أسهلُهُ 
فابنُ آوى يبيضُ قبورًا حداثيَّةً 
فاقرؤوا ما تيسَّر من لعنةِ الشاعر المتمرد 
واحتفظوا جيدًا ببكاءِ الغريبِ بكل بساطتهِ 
وثِقُوا بدلالاتِهِ كيفما هي في اللغةِ الواضحةْ 
فالحياةُ هنا جارحةْ.

لقد ألِفْتُ الدَّمارا 
كما ألِفْتُ الحصارا

ألِفْتُ جُوعي وفقري 
ولم أملَّ اصطبارا

جاريتُ كل اغترابٍ 
وغربتي لا تُجارى

وضاقت الأرضُ كفرًا 
وما أضعتُ المسارا

وخافقي كان سجني 
لا أستطيعُ الفرارا

وفي ضلوع الليالي 
يزدادُ حزني وقارا

يا كل حربٍ وهولٍ 
قد اتَّخذتُ القرارا

حملتُ أحجارَ بيتي 
وطفتُ حولي مِرارا

وكلّ محرابِ سلمٍ 
جنَّبتُهُ الانفجارا

ولمتُ كُهَّان رُوما 
يهودها والنصارى

وفي يد القدس أُلقي 
قصائدَ الماءِ نارا

والملحميُّون باسمي 
سمَّيتُهم قندهارا

لأنهم حرَّضُوني 
أن أصنعَ الانتحارا

وأن أُربِّي جيوشًا 
لا تعرفُ الاندثارا

تأتي شِرارًا لتبقى 
في كل وجهٍ شرارا

وكان ذنبي بأني 
أُقدِّم الاعتذارا

فلا جرحتُ الزوايا 
ولا جرحتُ الصحارى

والآكلون اخضراري 
والخاسرون اخضرارا

خيَّرتُهُم بين حقلي 
وبين غيمي مَدارا

وليُّ أعناقهم لم 
يضعْ هناك اعتبارا

وقبلةً بعد أُخرى 
يُبايعون انهيارا

صَلَّوا جنوبًا وغربًا 
رأيتُ فيهم ضِرارا

لا خيرَ في مُبتغاهم 
لم يُحسنُوا الاختيارا

تمرَّدوا حيث صاروا 
يُخاصمُون النهارا

ويخنقون المرايا 
ويحرقون الثمارا

أريدُ زيتونةً لا 
أريدُ قطًّا وفارا

أهلي على رأس أهلي 
خاضوا حُروبًا وثارا

ولم يكونوا رجالاً 
صمتًا هنا أو حوارا

تجمَّعوا لاغتيالي 
ولا أحبُّ الشِّجارا

وكان خوفي عليهم 
منهم.. لقلبي شعارا

كم قلتُ: لا تخسروني 
كي لا تزيدوا خسارا

دعوتهم.. "لم يزدهم 
دعايَ إلاَّ فرارا"

عيبٌ على من تردَّى 
أن يُعلنَ الانتصارا

وفي المهمات يبدو 
عجلاً يجيدُ الخُوارا

في مهرجان التمني 
خلف المنايا توارى

وساسةُ الخُبز قادُوا 
معاركَ الجُوع عارا

يا ريحُ/ يا ماءُ: كوني 
معي.. سئمتُ الغُبارا

فراحلاتي كثيرًا 
أطالتِ الانتظارا

ولا طريقٌ حميمٌ 
إلا الذي قيل: طارا

وكَذَّبوا واجهاتي 
شعبًا نبيًّا وغارا

وكان ما كان منهم 
مرارةً وانكسارا

ولاختصارِ المآسي 
صار الجحيمُ اختصارا

وصارتِ الأرضُ منفى 
وبرزخًا للحيارى

فيا حنايا بلادي 
لقد هدمتُ الجدارا

ليعبدَ الضوءُ عشقي 
والدَّمعةً الجُلَّنارا

في موطني ذُبتُ حُبًّا 
بل انصهرتُ انصهارا

وثُرتُ والناسُ حولي 
يُغادرون الدِّيارا

ومتُّ من أجل صنعا 
وصار قبري مزارا

والقاتلون استجاروا 
بمن بموتي استجارا

كبرتُ عنهم جميعًا 
والمرءُ ما شاء صارا

شاؤوا على كلِّ حالٍ 
بأن يظلُّوا صِغارا

وسوف أبقى كبيرًا 
ولن يكونوا كبارا

____________ـ 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص