السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
واحد شاهي - عبد الرحمن بجاش
الساعة 10:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

الخميس 29 نوفمبر2018

واحد شاهي ياليد …

كان علي الابي في مقهاية الابي يدلع العبارة ويلحنها ويهز رأسه كلما استطاع بحرفية عالية أن يحمل بيد واحدة ثلاثة قلصات ويسير بها بسرعة سيارة مرسيدس علي منصور، وعليا حكاية لوحدها سيأتي الوقت للكتابة عنه وعنه …

ياوليد طلع القلصات ، فيهب بن يحيى بطوله الفارع : هيا اشربوا بسرعة ، الزبائن ملان المقهاية ، وياويلك من مشدة بن يحيى اذا لم تنتهي من قلصك الملبن وبسرعه !!! وابن يحيى صاحب عبد الرقيب الدغيش رحمه الله كانا اهم علامه لمقهاية الابي الاثيرة للنفس والذاكره …طبعا في تعزحيث الصباحات تتميزبالمشاقر..

عند الشاهي العصملي أمام السمسرة بجانب بيت عبد العزيز عقلان على طريقنا إلى ومن حافتنا (( اسحاق )) ، صاحب ذي السفال الذي كان يقدم الشاهي لابد أن يشمه من دخانه ، ولابأس أن يطعمه وقد ضبطناه اكثرمن مرة متلبسا بالتذوق ، كنا نرفض أن ندفع لصاحب جبله : (( الشاهي ناقص وفي القلص )) ، فيوفيه ويخصم من مرتب صاحب ذي السفال ، وكلما يلتقينا يصيح في وجوهنا عند الذماري ابو الفيمتو : لارحمكم الله كل يوم يشل من بيسي ، هيا شربونا معاكم فيمتو ، فنطعمه قليلا ونتصاحب من جديد …

تقديم الشاهي فن قائم بحاله وان أردتم فليجلس كلا منكم الى مقهاية عتيقه ويلاحظ ، سيجد ادبيات قائمة بحالها لتقديم القلص ثم اعادته إلى الرصة !!!..
في مقهاية مخسو وهي اشهرمن شاهي على ناروفي الجحمليه تحديدا او (( الجاه ماليه )) كما سماها الاتراك ، هناك اسلوب آخركان تتسم به طريقة تقديم الشاهي : عندك عمك فلان نزله قلص !!!..

عند مرجان أمام الباب الكبيركانت الشعارات الكبيرة لتلك لمرحلة الستينات تنعكس حتى على طريقة تقديم قلصات الشاهي : المناضل الكبيريشتي شاهي اوبه لعمك ياوليد ، على أن شاهي مقهاية الشباب وهي التي أحدثت انقلابا كبيرا في حاسة التذوق وثقافة الشاهي : واحد دبل ياعم ، وواحد دبل نص للشنب وبسبب الظبل نص تحديدا فلاتزال اذني تؤلمني حيث مسكها عمي القادم من القريه وسحبني من مقهاية الشباب الى بيت وادي المدام : انا أرسلته مؤدب ذلحين يقول دبل مدري ايش منين تعلم الكلام اللي بلا ادب !!!! ، واحد سكابه بكسرالسين وهذه كانت تخلينحنا مطنين يوم : أيش السكابه؟!، اما الواحد الساده فقد عرفنا حكايتها من الافلام المصريه في سينما بلقيس دور بعد العصر ، والشنب قصة قائمة بحالها تلك الأيام ، صباحا وعصروليلا لااحد يقترب من الصلوي ابو شنب باعتباره ((مباحث )) ، اصحاب الاشناب حاملي البواكير(( مفرده باكوره )) مباحث ، ظهرا يتحول ابو شنب إلى مقدم لصحون العصيد في مطعم العم طه عبد الله ثابت لتحش عليه تعز كلها : (( أبصرت ابو شنب امباحث ، الظهرينزل عصيد )) ، ولاتدري لم يسخراليمني من العصيد ايضا وهي أكلة مقدسة لليمنيين عموما بمختلف أشكالها وبالذات الشكل الرداعي !!!!..

 

مقهاية الشباب عندما تم افتتاحها في شارع التحرير امام سينما قصرسبأ تحولت الى محج للتعزيين ان صح التعبيرواولهم مفيد عبده سيف ، ومافيش داعي للتعليق على (( التعزيين )) ، فالمقصود كل من في تعز …

واحد دبل ، واحد دبل نص ،واحد ساده اضيفت يومها الى ثقافة تعزالعامه وصاركل من يدخل مقهاية الشباب تنظراليه المخلافيه بعين الفخر: (( كان بامقهاية الشباب موهو ناقص )) ..لم ينهي تأثيرها الا ظهورمقهاية النقب في شارع جمال قريب من الثورة الثانويه ، حتى شلة الابي انتقلوا اليها بقيادة الدميني !!! مما ادى الى احتجاج شديد اللهجه من علي الابي : (( قسما عظما لوجاؤو شلة النقب لاهنا ماطعموا الشاهي ياعبد الله )) عادل عبد الجليل كان هو سبب الرحيل وكلام علي الابي كان قرارانافذا من لحظته وتاريخه !!!...

علي الابي في منتزه التحرير بصنعاء حيث الصباحات بصوت عبد الباسط والمساء يختم بصوت الست العظيمه استمريحمل ثلاثة قلاصات باليد اليسرى : (( شاوري اصحاب صنعاء كيف الفن )) ، وكان معظم من يذهب الى المنتزه الذي غدربه الزعيم ذات قرارحاقد في ليلة ظلماء ، كانوا يظلون يتابعون طريقة واسلوب علي الابي في التقديم والمناداة للزريقي : (( يازريقي عمك عبده وصل )) ، منتزه التحريرمرعلى كراسيه كل اولئك الذين قاتلوا دفاعا عن وطن الثورة والجمهوريه ، لكن الزعيم رأى غيرذلك فامربسحقه ذات ليل !!!..
 

((البتي)) بضم الباء امام مدرسة عبد الناصرفي علي عبد المغني والقصروهي الاخرى غدر ايضالانها من زمن عبد الناصروتحمل اسمه ، اقترح احد وكلاء التربية سحقها ، هناك بجانب الكشك المهول الان كان البتي يقدم الشاهي : (( ياوليد شاهي عمك نجيب )) تسمع صريراسنانه عندما ينادي ، نفس الصرير كنت تسمعه في تلك المقهاية الصغيرة تحت درج باب وزارة المواصلات القديمه : (( واحد مفوريا حنضل )) …
 

في مصرتجلس إلى كرسي المقهى الشعبي فتسمع : واحد شاي وصلحه !! إلى اللحظه لم اعرف أيش المقصود ب(( صلحه )) …

على أن كييف - بكسرالباء- الشاهي حكايه لوحدها ، فبمجرد أن سمعه ينادي انفرجت اساريره وعلق سريعا : (( افدي الدين حقك )) : ياوليد اثنين شاهي قلاصات مع الحوائج عدني ...كانت الرائحة بالفعل حكايه اخرى ، وكنت تسمع عبد المنعم مدبولي على ريحة الشاي المضبوط : الله الله عليك ياست ...ارتبط صوتها العظيم بالكيف الراقي ، وكانت امي فاطمه ترد بقسوه على من يطلب قلص شاهي اضافي : هو شاهي مش مرق !!!!!
واحد شاهي ياليد سجلها أيضا عبد الرحمن طه بعدسته احلى تسجيل ..
الشاهي حكاية الحكايات ..
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً