السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……….والقلم
سامية الإذاعة … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 25 نوفمبر2018
 

لايزال ذلك الصوت يسكن أذناي من ذلك الصباح يوم السادس والعشرين من سبتمبر62 ، كنت قد هبطت إلى حافة اسحاق بتعز قبلها بشهر تقريبا : هنا إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء... تهيأ لي ان الصوت من بعيد البعيد ، لم اميزبالطبع صوت من أذاع ، وإن عرفت فيما بعد أن الرعيني أذاع ، وحمران أذاع ، والدكتورالمقالح أذاع ، البابلي أذاع ، دهمش أذاع ، الفسيل أذاع ، الشيباني عبد القادر أذاع ، عبد العزيز شائف والمترب وثابت الغياثي وطه الدبعي وطه فارع ومايطلبه المستمعون ، المترب وحسين فائع والديلمي وعبد الرحمن مطهر وعلي السياني ، إسماعيل الكبسي ، عبد الله شمسان ، حسن العزي ،عبد الله الجوري ، عارف الصرمي ، ...أجيال تعاقبت نساء ورجال على الميكرفون الذي إليه اصخنا السمع سنوات تميزت بها الإذاعة …وهناك اسماء لم تحضرني اللحظة …

تخوفنا ذات لحظة حين بدا تليفزيون صنعاء يرسل صورة أن يطغى على الصوت ، لكن مقولة اشهرالمذيعين في الBBC قالها لعلي صلاح أحمد وهو من جيل لاحق ومتميز في الإذاعة أن ((الإذاعة ستظل ما بقيت حاسة السمع )) ، وهو لعمري قول جميل وعميق …

لم تستطع الصورة التغلب على قوة الكلمة فظلت آذاننا لصيقة بأجهزة الراديو نسمع جيلا من المذيعات المتألقات ، والقائمة تضم اسماء تألقت من رؤوفة إلى زهرة طالب إلى فاتن اليوسفي إلى فائدة ، إلى مسعدة أو حبيبة محمد التي لم استطع الاحتفاظ باسمها في ذاكرتي …

سامية العنسي مثلت جيل لاحق متألق واصل ايصال الصوت إلى الاسماع تألقا ، 
قدمت سامية من عمق محمد ناصر صبر العنسي من كان صوته يدوي في ميدان الشهداء شاعرا للثورة يبشر بالمستقبل …

لا أدري كيف وردت تلك الحكاية إلى ذهني اللحظة وهي جزء من سيرة الإذاعة ، فقد أوقفت كما قيل ابان ثورة أو حركة 48 - حتى يسدو اكبارالكلمة على تصنيفها - واعيد افتتاحها وطلب من القاسم ابن الأمام يحيى أن يفتتحها ، فذهب إلى مقرها بحمار ، وربطه في حديد النافذة المطلة على الاستديو، فنبهه الأستاذ ذي الصوت الإذاعي المشهور أحمد الرعيني إلى أن الحمارقد يحلو له أن يدندن بصوته في لحظة بدء البث ، قيل أن القاسم لم يكن بذكاء ودهاء أحمد : هو ذابه زجاج !!!...
بدأ البث ، فقررالحمار أن يشارك ، كان الأمام أحمد يتابع ، قيل انه ضحك حتى استلقى على قفاه، فبعث ببرقية إلى القاسم ومديرالإذاعة : (( نهنئكم على افتتاح الإذاعة وعلى الزميل الجديد )) ..

سامية العنسي تمثل جيلا إذاعيا رائدا ترك بصمته وذهب للأسف الشديد حتى بدون كلمة شكر ، مازلت اتذكر احتراما وتقديرا لها ولصوتها الذي أتى إلينا بكل مفيد والوزيريقول لي : مارأيك من يذهب إلى لندن رفقة الأسبوع الثقافي أنت أو ساميه العنسي ؟ قلت فورا : سامية ولم اكن قد عرفتها وجها لوجه ….

إذاعة صنعاء سفر من إبداع ظل في استديوهاتها المبدعين الذين رأو في الميكرفون علاقة حياة يصل بهم وبما في رؤوسهم من إبداع إلى المتلقي الذي يرافقها على السيارة وفي الدكان وفي الحقل يلحقه صوتا صالح العابد وعلي يوسف الأمير ، في أجمل برنامج تنموي ربط بين المدينة والريف طوال صباحات جميلة استمعنا لهما كل اشراق يوم جديد …وإذا اردت ان تبتسم فعليك بأحمد البحري والمحبشي وبرنامج بسمه ومن ((أجل فهم أفضل للأمور الدينية)) تقدم إذاعة صنعاء فتاوى بصوت عزالدين تقي ...كانت الإذاعة بستان في مثلثاته كل أنواع الورود …

سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو الجريدة ينسى دائما الرجال المجهولين (( الفنيين )) الذين لولاهم لما سمعنا اسما ولا تابعنا مناسبة ولا سمعنا من خلال المحبشي وأحمد البحري ومحمد الشرفي كل جديد ، والعيزري أروع من وصلنا بحرف البردوني طوال فترة غرفنا فيها من معين الإذاعة الذي لم يكن ينضب ...لأولئك الجنود المجهولين التحية الخاصة يمثلهم هنا عبد الله هديان الذي باسم كل الزملاء والمستمعين نرفع ايدينا إلى الله العلي القدير أن يهبه الصحة والعافية ….

ساميه العنسي واحدة من جيل تعاقب أصوات زميلات قدمن كل جديد ولم يعد احدا يتذكرهن ، ويا خوفي أن اصحو ذات صباح فيقال أن ارشيف الإذاعة ذهب مع الريح كما ذهبت اشياء كثيرة …
ذات يوم سيأتي ايا كان وسيمد اليد إلى ذلك الارشيف وسيمسح عن الجواهرطبقة الغبار، اما إذا أتى والريح قد اخذ مع غباره كل جميل فلن يبق لنا سوى التراب …

اتمنى ذات يوم أن تكرم كل الاسماء وفي المقدمة كل الاصوات من زميلاتنا ، ويازهره رحمك رب العباد ، وياسامية صباح الخير..ويا امل فايع وعايدة الشرجبي التحية لكما ومن نسينا من على البعد…

سيأتي يوم ونرى اسمائكن على لوحة من ذهب إلى جانب أصوات الزملاء …
ولله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً