السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
أربعه وابوهم … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 20:31 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الإربعاء 21 نوفمبر 2018
 

قلت شوفي هؤلاء الثلاثة ، أنا أولهم ليس في جيوبنا شيء ، هكذا بصدق وبدون لف ولا دوران ….
كانت مارة من أمام باب ذلك الحانوت الذي يسكن عبد الغني فنه على جدرانه ، والدكتور صاحبنا هناك يشطب لوحته وبألوان تناسب الصورة الاصلية ، وبين اللحظة والأخرى يطل عبد الغني ليبدي ملاحظة هنا ويلحقها بأخرى هناك ….
في يدها باكت صغير، قلت ايش هذا ؟ قالت بانكساربدى من صوتها : حق الحساسية ، ومن أين جئتي؟ من بيت معياد - نحن في بيت بوس - خرجت من البيت مضطرة ابحث عن قيمة الدواء ، اشرت إليها - أجلسي ، فجلست على الدرج - أني نازحة من الحديدة ، أني من ضحايا الصاروخ الذي ضرب سوق السمك ، اشحت بنظري عن وجهها الطيب : - الحمد الله على سلامتك ، كانت عيناها تغرورقان بالدموع : - راحو علي أربعة من أولادي وابوهم ، اثنين منهم تخرجوا من الصيدلة ، والاثنين الثانيين ولم تستطع اكمال الجملة ، يدي اليسرى ارتدت إلى الخلف ، أغلقت عيني ، لم استطع أغلاق أذني  :- باقي معي أربعه ، اشرت إليها : يكفي ، صاحبي هناك يتابعان مايدور ، لمحت سريعا ملامح وجهيهما تنطق بما لم يستطع اللسان …

قيمة الدواء الذي بيدها قالت : 2500 ريال ، وعادت تقول : ضروري اشتري ثلاثة ، اشرت إليها ودموعي تسبقني ولن اخفي ذلك : - اتبعيني ، هل اكلتي؟ قالت بكرامة : قسما أنني أكلت ، وعادت تنكسرمرة أخرى اسمعها بعدي : يارب السماوات والأرض تعبت ...ولم اسمع الباقي ….

نهبت رجلاي الأرض ، وأمام الباب قلت انتظري هنا ، طلبت من ام الأولاد أن تنزل وكذا بنات عمي ...لم تعلم يسراي ما قدمت يمناي …
في هذا اليوم الكريم يوم محمد بن عبد الله نبي الله رسوله إلى البشريه من حمل رسالة الخيرإلى كل البشر بدون استثناء مبشرا بدين هو ثورة في وجه الطغيان والمدلسين والظالمين والمنافقين والدجالين والمشعوذين فكرا وممارسة ، ومن يستغلون رسالة السماء ابشع استغلال ، دين اتى لينصف الفقراء والمضطهدين والمقهورين في وجه كل حاكم ظالم وأي ظالم مهما غيراسمه وصفته ، في هذا اليوم اقول يا ارحم الراحمين انصرانسانك هنا على كل انواع الحروب الحقيرة التي تاكل الاخضرولاتترك سوى الخراب والدمار في الاجساد والانفس …

صاروخ سوق السمك الذي أكل أربعة من الشباب كالورد في نظر امهم التي تذرع الشوارع بحثا عما يلملم جراح الأرواح والاجساد يوم تعود بشيء وآخر تعود بتعبها تستقبلها عيون متسائله عما في اليد، وافواه من الجوع لا تقوى على الحديث ، كان صاروخا حقيرا كأي سلاح يقتل الانسان وإنسانيته…

ماذا يمكن لي أن اقول ازاء مارأيت وسمعت وشاهدت ...اما آن لهذه الحرب التي تأكلنا أن تحمل عصاها وترحل ؟؟؟!!!

لأول مره ربما اكتب بصعوبة بالغه ، اذ مازلت اسمع صوتها ، واشارة يديها ، وعيون مسكونة بالدموع …

لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً