الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ضوءٌ تمشّى في خدودِ نهار ِ - عبدالحكيم المُعَلِّمِي
الساعة 18:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


صلّتْ ببابِ بهائِهِ أسـْفـَاري
وتعبّدتْ في غارِهِ أفكاري

وتدثَّرتْ لُحُفَ العفافِ، وشوقُها
شجـنٌ تغــنَّــى مثلَ سِــرْبِ هــزارِ

رَكــَعَ الفــؤادُ ونبْضــهُ سَـجـّادةٌ
سجدتْ حواسي تَسْتَلِذُّ فِراري

إني فَررتُ إليكَ، روحي مسجدٌ
مـحـرابهُ مـن هــَدْأةِ الأســْحَــارِ

وطَرَقْتُ بابكَ، بوحُ قلبي قُبَّةٌ
وبياضـُها يرسو على الأبْصَارِ

فتّشتُ محرابَ المحبّةِ نازحاً
ورشفتُ مــاءَ خشوعِها المـوّارِ

وسقيتُ أوردةً تناوشها اللـَظَـى
وصَبَبْتُ من كأس الغيوم ِوقاري

وسَمَوْتُ ثمَّ عَلَوْتُ فوقَ مآذنٍ
بثّت فراديساً من الأنوارِ

######

ومشيتُ فوقَ صِراطِ نفسي راجياً
وإذا الــصــِراطُ كـخــنـْجــرٍ بــتــّارِ

فغرفتُ من دوحِ الهُدَى زيتونةً
وسكبتُها ألقاً على الأسوار ِ

وقدحتُ كبريت المعاني بالرؤى
وأضــأتُ مشـكـاةً لـحـفـظِ عـِثَارِي

أسرتْ بيَ الرؤيا على مقلِ المدى
حتى استقامَ الماءُ في الآبارِ

فـغـسـلـتُ أدراني بـمـزْنِِ مَـتـَابَةٍ
وخرجتُ من حزني ومن أوزاري

وسنابلُ الإيمانِ، أغصانُ التُقى
فيها تَدلّى الزهدُ بالإيثارِ

#####

وهززتُ من جذع النخيل قصائداً
وحــروفــهــنَّ خــريــــرَ ضــوء ٍجــارِ

لمّا تفوتن حرفهــا برطيبـها
دارت سماء الشِّعرِ بالأقمارِ

فتدفّقَ القلبُ الخفوقُ جداولاً
ونمتْ حقول الشوق في أشعاري

وجرت سيول محبتي في ذاتهِ
حتى استدار دمي وقرَّ قراري

فمحمدٌ أسُّ القلوبِ، ونبضُــها
وسبيلُ من يرْقَى مـــع الأذكارًِ

ومـحـمـدٌ مــاءٌ تـسـربـلَ بالـنـَّدى
لمّا استحمَّ الرملُ قَيْضَ صحاري

ومــحـمـدٌ قــمــر إذا أضـواؤهُ
تُهْدِي النجومَ أَهِلَّةَ الأسرارِ

ومحمدٌ كالصُّبحِ في عين الهدى
ضــوءٌ تـمـشـَّى فــي خــدودِ نهـارِ

ومـحـمدٌ نبعُ الهداية والنقا
وبــهــاؤُهُ فَــيـضٌ عـظيمٌ سَارِ

######

جاءَ البسيطة َوالبساطُ مُخَضَّبٌ
بالدّمِّ، يحــجبُهُ النزيفُ الجَاري

الظلُّ من نزقٍ يُعَرِّي جذرَهُ
ويـقُـدُّ مـن قُبُلٍ ترابَ العَارِ

ظلمٌ وأصنــامٌ وقتلٌ فادح، 
ودروب بـُؤْسٍ فـوقَ جـُرفٍ هــَارِ

فأدارَ مـصـبـاح الـنـبـوَّةِ صابراً
وهمى ضياءً عَمَّ في الأمصارِ

فَتَهَاوَتِ الأوثانُ تـحـتَ لـوائـِهِ
وتزلزلَ الشَّرُ المكينُ الضَاري

وبنى جُسُوراً للمَحَبَّةِ والرؤى
وأواصراً تَرْعَى حُقوق َالجـارِ

فتفتّقتْ أنسامــُهــا وعــبـيـرُها
واخْضَوْضَرَتْ بمشَاتلِ الأبرار ِ

..................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص