السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
المواطن المدجن ؟؟!!… - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 18 نوفمبر 2018
 

الحاقا بموضوع الأمس…..

اصبح المواطن العربي المسلم مدجنا إلى درجة التخدير … والسبب منظومة الحكم التي يقف على رأسها حاكم فرد باسم الله تارة وباسم الشيطان مرات ، لان لا أحد أمامه يقول ...لا … ، يحضرني اللحظة مقطع من فيديو يلخص الحكاية وهو جزء من فيلم أو مسلسل مصري ملخصه أن مواطنا بقميص الجمعة تصوره الكاميرا متجها إلى صلاة الجمعة ، أمام الباب يجلس ضابط أمام جهاز اللابتوب، يهم المواطن بالدخول :

خد ياجدع ، أنت رايح فين؟ - اصلي الجمعة يابيه ، - طيب هات بطاقتك ، يناولها له ، يقلب في الجهاز: أنت حكايتك ايه بالضبط ما أنت قبل خمس جمع صليت الجمعة ، - والله يابيه علي نذرقلت لو ربي اكرمني اصلي الجمعة ، - مش باين عليك ، معاك بطاقة ؟ - ايوه يابيه ، - خش ، وبسذاجة المواطن المدجن يخلع حذائه ويطلب من الضابط - لو سمحت يابيه خليها عندك ، ويضعها بجانب الجهاز ، ينظر إليه الضابط شكرا: خد الزفت بتاعك ، يأخذها المواطن ويرميها : يلعن ابو الزفت اللي يزعلك يابيه …يدخل إلى المسجد الذي لايوجد فيه سوى خطيب الجمعة فيسلم عليه ، يتلفت يمنة ويسره ، لايوجد احد ، يعتلي الخطيب المنبر: 

ياامة الاسلام ، اللهم انصررئيسنا، في نفس اللحظه يطل الضابط ببهائه من الباب ، فيلحقها الخطيب : وانصررجال امننا واقم الصلاة …المواطن وحده خلفه ، ينهي الركعتين بالسلام ، يهم صاحبنا بالذهاب، يمسكه الخطيب من يده : هي ايه الحكاية ياابني بالضبط ، الخطأ فيني وإلا في الناس ، يمسك المواطن يد الخطيب : اقلك وماتزعلش ، - مش حزعل ، - بصراحة أنت بتطول في الخطبة ويقوم خارجا والخطيب فاتحا فمه ….

مقطع يبين ان الحاكم الفرد وجهازه الامني والإعلامي وصل بالناس إلى التدجين الكامل وإلى ثقافة القطيع حيث ينخرط الواحد ضمن رأي المجموع وهو غير مقتنع (( مع اخوتك مخطي ولا وحدك مصيب )) و(( مع الجماعة رحمة )) ...وصلنا إلى حالة التدجين ، يسميها المفكرالفرنسي اتييان دولا بواسييه (( المواطن "المستقر" (( الخامل )) نتيجة (( العبودية الطوعيه )) :

(( يقول المفكّر الفرنسيّ اتييان دولابواسييه في كتابه (العبودية الطوعية ) عندما يتعرّض بلد ما لقمع طويل، 
تنشأ أجيال من النّاس لا تحتاج إلى الحرية، وتتواءم مع الإستبداد، ويظهر فيه ما يمكن أن نسميه "المواطن المستقر" (الخامل)

في أيامنا هذه يعيش المواطن المستقّر في عالم خاصٍّ به وتنحصر اهتماماته في ثلاثة أشياء: 
1/ الدِّين أو المعتقد الفكري.. 
2/ لقمة العيش والكد لجمع الأموال.. 
3/ كرة القدم أو النشاط اللاهي السلبي عموما ..

فالدِّين عند "المواطن المستقر" 
لاعلاقة له بالحقّ والعدل، وإنّما هو مجرد أداء للطّقوس واستيفاء للشّكل لا ينصرف غالباً للسّلوك .. فالّذين يمارسون الكذب والنّفاق والرّشوة بلا حرج.. يشعرون بالذنب فقط إذا فاتتهم إحدى الصّلوات !
وهذا المواطن لا يدافع عن دينه، إلا إذا تأكّد أنّه لن يصيبه أذى من ذلك... فقد يتظاهر مثلاً .. ضدّ الدانمارك عندما تنشر رسوماً مسيئة للرّسول صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم، لكنّه لا يفتح فمه بكلمة واحدة مهما بلغ عدد المعتقلين في بلاده ظلماً أوعدد الّذين ماتوا تحت التّعذيب !

لقمة العيش هي الرّكن الثّانى لحياة "المواطن المستقر.." فهو لا يعبأ إطلاقاً بحقوقه السّياسيّة، ويعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتّى يكبروا ويؤمن لهم البيئة الداجنة.. فيزوج البنات ويوظّف الأبناء، ثمّ يحجّ إلى بيت الله الحرام استعداداً لحسن الختام.

أمّا في كرة القدم، فيجد "المواطن المستقّر" تعويضاً له عن أشياء حرم منها في حياته اليوميّة
كرة القدم تنسيه همومه وتحقّق له العدالة الّتي فقدها.. فخلال 90 دقيقة تخضع هذه اللعبة لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع...

المواطن المستقّر هو العائق الحقيقيّ أمام كلّ تقدّم ممكن... ولن يتحقق التّغيير إلا عندما يخرج هذا المواطن من عالمه الضّيق.. ويتأكّد أنّ ثمن السّكوت على الإستبداد أفدح بكثير من عواقب الثّورة ضدّه !! ))....

لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً