الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
من أعلى قمةٍ في ولاية سلانجورْ - طارق آلسكري
الساعة 13:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

هنا ..

مِنْ قمَّةِ الجبلِ

جوارَ الماءِ والنِّيرانْ

صباحُ الخَيْرِ يا طعناتنا النَّجلاءْ

صباحُ الخَيْرْ

مَضَى قرنٌ

مضى قرنانْ

ولا زلنا نَحثُّ السَّيْر

تعوّدنا بأن نمضي

وأن نتبادل الشهداءْ

ولا زلنا معاً في هذهِ الأطمارِ والأنْحاءْ

نُحوّل كلّ قطرةِ دمْ

إلى أفياءْ

لتنمو تحتها الثوراتُ والأبناءْ

تشبَّثنا معاً بالموتِ كي نحيا

فليس الموتُ إلا صورةُ الأحياءْ

*

هنا ..

من قمَّةِ الجبلِ

جوار الماءِ والنِّيرانْ

أجدِّدُ بيعةَ الأملِ

وأخلع بيعةَ السلطانْ

وأسجدُ عند بابِ الغيم

للأنخابِ والألحانْ

وأقرأ سورةَ الغزلِ

على الياقوت والرُّمّانْ

فأهْلاً غادتي البيضاء

عروسَ النورْ

هنا حيثُ الهوى الصَّافي

وحيثُ مساقطُ البَلُّورْ

فلا قيدٌ ولا سجَّانْ

هنا ..

من قمة الجبلِ

جوار الماءِ والنِّيرانْ

*

هنا ..

نحتاج أنْ ننسى هوى الأوطانْ

وأن ننسى بقايا الأهل والخِلانْ

وأن نمشي عَرايا الرّوح والأبدانْ

هنا ..

نحتاج أنْ ننسى الحروبَ التسع والتسعينْ

وأنْ ننسى ضحايا الجوع والقتلى

وأنْ ننسى رصيفَ البؤسِ والآلامْ

وأن ننسى صدى الكلماتْ

وشرطياً كقطٍّ شاردٍ سكرانْ

يمُوءُ جوار مزبلةٍ يطارد شاعراً ( غلبان )

يصبُّ الزيت والبارود في الطرقاتْ

ومنه تفرُّ أطيافُ الذي نهوى إلى الجدرانْ

فصارت مثلنا ثكلى

وصارت مثلنا تبكي

بوجهٍ ساخرٍ تحكي

تشير بإصبعِ العصيانْ

وتصرخ : لاااا

فلا الأيامُ تمحوها

ولا الأرياحُ لا الأمطارُ لا الأنواءْ

وحين تمرّ ذات مساءْ

سعيداً تنسج الأحلام بالأحلامْ

أتسمع صوت نبض الحرفِ كيف يفور كالبركانْ ؟

فسحقاً ! كيف أضحى الفنُّ مصلوباً على الجدرانْ ؟!

هنا نحتاج أن ننسى البدايات التي احترقت من الأحزانْ

وأن ننسى النهايات التي ضلّتْ ولا زالت بلاعنوانْ

لصوتٍ قادمٍ حلوٍ من الجنات

سننسى كلما ما قد مرَّ من أصواتْ

نُحرِّرُ طائرَ الوجدانْ

من الفقهاءِ والأمراءِ والأعيانْ

نُجدِّدُ بيعةَ الأملِ

هنا ..

من قمَّةِ الجبلِ

جوارَ الماءِ والنِّيرانْ

فهل ستصادر السلطاتُ منَّا نعمةَ النسيانْ ؟

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص