الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نَفْسِيَّةُ الرَّحَّال - محمَّد المهدِّي
الساعة 15:44 (الرأي برس - أدب وثقافة)


 تركتُ أسرابَ أكوانٍ مُهاجِرَةِ 
لعابرٍ وجع الدُّنيا 
وعابرةِ

بيتيْ ضُلُوعيْ 
ووقتيْ كُلُّهُ رئتيْ 
ماذا سأفعلُ بالرِّيحِ المُجاوِرَةِ!

وقتانِ للبيتِ 
من حُزنٍ ومن فرحٍ 
وقتٌ لأُرجُوحةٍ 
وقتٌ لحافِرَةِ

بيتانِ للوقتِ 
من صحوٍ ومن حُلُمٍ 
بيتٌ لأزمنةٍ 
بيتٌ لغابِرَةِ

لا بيتَ للوقتِ 
يُؤويْ كُلَّ واردةٍ 
لا وقتَ للبيتِ 
ينهيْ كُلَّ صادِرَةِ

ما أخطر الدَّهر 
لم تخطُرْ حقيقتُهُ 
مجازَ قلبٍ 
على هجسٍ وخاطِرَةِ

أغفو 
يُجنُّ جُنُوني قبل خافيةٍ 
أصحو 
يُجنُّ جُنُوني بعد ظاهرةِ

يا فُسحةً ومرايا 
ليس أعظم من رُوْحٍ 
على صُورَةِ التَّكوينِ قادِرَةِ

الأرضُ 
لا ناقتي فيها ولا جَمَلِيْ 
قلبي بعيدٌ 
عن الأرضِ المُحاصَرَةِ

صبراً جميلاً على المنفى..
تُفكِّرُ في ذاتيْ البعيداتُ 
تفكيرَ العباقِرَةِ

لكنَّ سَبْتَاً قديمَ الحرفِ 
يحجبُنِي 
عن أعيُنٍ للتآويلِ المُعاصِرَةِ

أَشتقُّ للرَّملِ 
أسماءً مُسَوَّمَةً 
والرِّيحُ بغلةُ أسماءٍ مُغايِرَةِ

يغتابُنيْ الظمأُ الحافيْ 
فيُضحكُنيْ 
والسُّخرياتُ كِثارٌ غيرُ ساخِرَةِ

يا ماءُ: 
أنتَ وصيُّ الماءِ، 
يا قمراً في البئرِ: 
أنتَ انعكاساتُ المُؤامَرَةِ

الغيبُ يأمرُ بالأسرارِ، 
خبَّأنيْ سِرُّ السَّرارةِ 
عن فوضى المُجاهَرَةِ

والليلُ بُردَةُ صمتٍ..
من يُدَثِّرُهُ 
لِبُرْهَةٍ في صقيعِ الصِّفرِ 
حائرَةِ!

"أُهُوُوُوُوُهْ" 
يجهلُنِيْ النِّسيانُ 
أَعقِلُهُ.. 
دفئي مُخيِّلتي 
نجوايَ ذاكرتي

والجوعُ كِسرةُ خُبزيْ 
لا جديدَ سوى قُرصَين 
من حِكمةٍ للنُّورِ شاكِرَةِ

لا أشتهي ما تُحبُّ الكائناتُ 
ولا بيْ رغبةٌ 
للتَّشهِّيْ والمُكابَرَةِ

هُناكَ 
تأكلُني الرُّؤيا وتشربُني 
لغايةٍ في ضمير الله حاضرَةِ

كما هو الحالُ 
من رأسي إلى قدميْ 
أنا المُسافرُ في الرُّوح المُسافِرَةِ

كما هو الحالُ 
كنتُ الحالَ مُنفرداً
بلا صديقٍ، 
بلا أهلٍ وآصِرَةِ

بعضيْ يُؤاثرُ بعضيْ.. 
والطريقةُ معراجُ الكراماتِ.. 
شُكراً للمؤاثَرَةِ

أرقامَ عاطفةٍ غيبيَّةٍ، 
وخطوطُ الطُّولِ والعرضِ 
ليستْ بالمُغامَرةِ

خُطايَ واحِدَةٌ 
عينـايَ واحِدَةٌ 
والواحديَّةُ أبعادٌ لعَاشِرَةِ

ألُمُّ شملَ جهاتي.. 
تقتفي أثري: 
نفسُ البقاءِ وأنفاسُ المُغادَرَةِ

وإذ مررتُ على قُدسِيَّتِيْ..
سَجَدَ المعنى لتسبيحةٍ بالحُبِّ عَاطِرَةِ

وَجَّهْتُ وجهيْ إلى وجهيْ 
فَقَبَّلَنِيْ فَمِيْ.. 
تماهيتُ في حضنيْ وخاصِرَتيْ

فِعلاً 
وأُسْرِيَ بِيْ فِعلاً 
وأُعْرِجَ بِيْ فِعلاً 
وَثَمَّ دُرُوبٌ شِبْهُ حائرَةِ

فِعلاً.. 
وصلتُ إليَّ.. 
الرِّحلةُ اكتملَتْ.. 
ما في خُطىٰ راحلاتيْ أيُّ عَاثِرَةِ

شُكراً لهمزةِ وصلٍ 
عينُ بوصلتيْ 
بمُطْلَقٍ تحتويها 
غيرُ كافِرَةِ

هَهْ.. 
كيف نفسيَّةُ الرَّحَّال؟ 
-عاليةٌ 
في رَحْلِ ناهيةٍ أو رَحْلِ آمِرَةِ

تركتُني 
واحداً في قلبه أحدٌ 
ونقطةً تتجلَّى حولَ دائرَةِ

تركتُ تفعيلةَ الدُّنيا 
وليْ عَمَلٌ -على الحكايةِ- 
مشغولٌ بآخِرَةِ

 

_______________ـ

 

منقولة من مجلة أثير ....


 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص