الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
اللقاء الأخير - صالح بحرق ‏
الساعة 13:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



تبتسم الطرقات لشجنه الغافي فيه ، وتراوح الاماني المستترة، محاولة العبور من ضفة الحلم، حين بدأ في الطريق توسطته الذكريات، عبقت، استراحت على وجنتيه يفاعتها، أخذ يسرع الخطى لملامسة ذلك الشوق القديم، والوصول إليها ولو مرة في العمر ، وفاء للحظة التي اخطتها ذات يوم، وهكذا كانت الدروب تبتسم له مفسحه لقدره ان يوصله بها، مذ ان رحلت في بيادر النسيان، وهو يلهج بها، ليس بوصفها امرأة فقط، ولكنها اصبحت مجموعة اخفاقاته، وهزائمه، وإذ ذاك وهو يسير في الدرب كان يصارح ألمه بان يقف امامها طويلا ويقول كل شيء ويمضي.
كان النهار في أوله، بهيا ولم تكن هناك في المحطة إلا بضع حافلات، كانت هناك ثمة امرأة مع حقيبتها، كانت ساهمة تنظر إلى الدرب، وتشاكل في داخلها امنية غابرة .
صعد الحافلة ورمى بعقب سيجارته من النافذة، وفكر :هل سأجدها، أفرد جريدة الصباح وراح يقرأ، فرك عينيه، سوى من هندامه، استفاق في داخله الحنين الماطر إليها، مرت الحافة على دروب العشق واللذة فيه، كانت السماء تذرف دموعها الصباحية فتقع على لوح الزجاج الباهت وتوقظ ندى قديما بداخله، فيبرز وجهها من خلل سدف الغياب، نديا رقراقا قد كلله التعب. وراح اذ ذاك
يوظب تلك الكلمات التي يود ان يقولها عندما يقف على عتبة الباب، ويداه تمتدان إلى وشاحها، انتفاضة الحنين تسبقه تكشف رسائله المحمومة إليها ، ترجل من الحافة، اخرج من معطفه العنوان، سار برفق سرعان ما تحول إلى هرولة، وقف على ذات الباب الذي وقف عليه ذات فجاءة، تجمعت اواصر الرغبة داخله، ولكنه ... لم يستطع ان يطرق الباب..حاول ان يتخلص من ارباكه جمع شتات قوته وانتظر فيما كان ينفتح له الباب على ذكريات وحيدة فيه...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص