الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
كصخرٍ واقفٍ في حَلقِ المجاز - إيمان السعيدي ‏
الساعة 19:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 
 

لم أيقن مسبقا أنَّني عديمة الحيلة.
في صِغري كنت أقف على سقفنا تماما بمحاذاة الجبل،
وأقول: أنا جبل.
أستغرق طويلا في حواريّة مفقودة المعنى
إيمان جبلٌ ، جبلٌ أنا.
بقامتي الجديدة تستريحُ غيمةٌ عاشقةٌ على رأسي في طريقها للموعدِ البكر.
هنا أيضا عصفورةٌ تقلِّمُ منقارَها بانتظار قبلةٍ مباغتة.
المؤلمُ أنَّني جبلٌ الآن ولا أملك لمشاركةِ الغيمةِ موعدها سبيلا.
ولا عينين لي لأرقب لهفة القبلة الأولى.
أنا صخرةٌ الآن ولا أستطيع البكاء،
أنا صخرةٌ الآن وانهيارات هذه الأرواح كم تُجْهِدُ روحي.

أود لو أبكي بعيدا عن كوني جسدًا متحجِّرا.
أشتهي أن أنزَّ دمعا كما ينزفُ الريفيُّ ثِقلَه في وادٍ مخضر.
أود لو أبكي بعمق دون الحاجة للقول: في صدري غيمةٌ تولد.
الأغلب لا يروقهم نحيب البسطاء.
والجميع يعجبهم مشهد أن فتاة تخيطُ عينيها على وجه الشفق.
وهنا شاعرٌ ما يستفسر:
كيف تنشج الاستعارات في حنايا الفراق؟!
وثمة امرأةٌ حقود تتفحَّصُ جُمَلي عن سرّ بكاء ابنة السابعة والعشرين.

آه كم تتسرَّب المجازاتُ من خلدي.
في كل طريقٍ للكتابة أنسى
كيف ل "بثينة " أن تبصرَ العالم بعينٍ يتيمةِ اللون.!
وكيف تختال طائرةٌ عمياء في سماء مجونِها.!
في كل زقاق يتمدَّدُ جسدٌ في "بورما " ليضع لافتة 
هنا تفجَّرَ جسدٌ في بشريّة لا تشعر.!
أعرف تلك العاشقة التي كنتُها تمضغُ الحسرة ليفرحَ من تحب.
أسمع نداء قلبي حين يهتف بك لأنّك نسيتَه قبل الرّحيل.
أعرفهم جميعا ولازلتُ صخرة،
أسمعهم ولازلت صخرة،
أنا الآن صخرة تبكي.
أنا الآن صخرة تبكي.
أنا الآن صخرة تبكي.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص