الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
احتمالاتٌ لوطنٍ آخر - أحمد عبد الغني الجرف
الساعة 13:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

سأحملُ أشلائيْ و أرحلُ مِنْ هنا 
إلى عالميْ الممتدِّ في أضْلُعِ المُنى

و أبنيْ بهِ كوخاً صغيراً لموطنيْ 
و أمسحُ تاريخَ الأسى ، و التَّمَدُّنَا

ففِي الرُّوحِ مأوىً للبلادِ التي بكَتْ 
و عاشتْ عليها الروحُ تذرفُ أعْيُنَا

أَ يا وطنيْ المسكونَ بينَ مواجعي : 
أ ما زلْتَ في جنْبيَّ تسْتعذبُ العَنا ؟

أ ما زلتَ للمأساةِ في القلبِ توأماً ؟ 
متى تبْصرُ الأحلامُ عينينِ لِلسَّنا ؟

متى نطردُ الأوهامَ مِنْ نزعاتِنا ؟ 
لِنجْتثَّها ، هيَّا ، سَتبْدَأُ ؟ أمْ أنا ؟

أطالتْ بنا الأوجاعُ آمالَها ، فقُمْ 
نمزِّقَّها مِنْ قبلِ تصبحُ ديْدَنا

أرى أنَّنا الآنَ اكْتفينا تَمَزُّقاً 
و آنَ لَنا مِنْ ربِّنا ما تأذَّنا

...

خلعتُ بكائيْ يا حبيبيْ ، خرجتُ مِنْ 
دميْ خاشعاً أسْتنهضُ الحلمَ ، مؤمنا

بِكفَّيَّ معناكَ العتيقُ و رؤيةٌ 
يعانقُها حبُّ انْتمائكَ مُمْعِنا

و أخيلةٌ بيضاءُ مثْلُكَ في الضُّحى 
و رغْبةُ بوحٍ عمْرَها الطِّينُ أعْلَنا

و مضْغةُ حبٍّ كانْبلاجاتِ مهجتي 
لوِ اشْتمَّها ( جبريلُ ) بِيْ لَ ( تَيَمَّنَا )

و باقاتُ وجْدٍ لو نثرتَ نشيْجَها 
بِطولِ المدى لانسابَ فوقَكَ ألْسُنا

و جاءتْ إليكَ الأغنياتُ بصائراً 
و ضمَّتْ حكاياكَ السماواتُ بالغُنَا

...

هنيئاً لكَ الأشْجانُ و الحلمُ و الرؤى 
أموتُ مراراً فيكَ ، لا ألمَسُ الفَنَا

أحبُّكَ طفْلاً ، أشْتهيكَ قصيدةً 
و آويكَ مخذولاً ، و أحياكَ مُحْزِنا

نظمْتُكَ في رؤيايَ مذْ كنتُ نطْفةً 
و في كلِّ عرْقٍ صُغْتُنيْ لكَ موْطنا

فكنتَ الأمانيْ و الطُّموحاتِ و الهوى 
و خيرَ ملاذٍ حينَ تغتالُنيْ الدُّنَا

بطيفِكَ أجْتثُّ احْتمالاتِ غربتي 
و ألقيْ احْتضاراتيْ فترجعُ مأمَنا

صلاةٌ عليكَ ، الآنَ سوفَ أصبُّ مِنْ 
دميْ لكَ عهْداً بانْتمائيْ تلوَّنا

أنا حزْنُكَ الورديُّ ، ما مِنْ قصيدةٍ 
أقمْتُكَ إلاّ كنتَ فيَّ مُؤذِّنا

كأنِّيْ تأمَّلتُ اشْتعالَكَ أعْصُراً 
بحلْميَ ، حتَّى مسَّنيْ فتكوَّنا

سلامٌ عليكَ ، ادْخُلْ ، جميعُ جوارحي : 
كَتبْنَكَ بالإحساسِ ، يا شطْحَةَ ( الأَنَا )

ــــ ـــــ ــــ ـــ ـــ ـــ ـــ
 


ـــ 2013

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص