الاربعاء 23 ابريل 2025 آخر تحديث: الأحد 20 ابريل 2025
قصيدة .. - يحيى الحمادي
الساعة 14:00 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الغُولُ, والعَنقاءُ, والتِّنِّينُ
في صَفِّهِم, والغَازُ، والبنزينُ

والذِّئبُ, والغَنَمُ النَّطِيحةُ, والأَسَى
في صَفِّكَ المِسكينِ يا مِسكِينُ

وَثَبَت مَصائِبُهُم عليكَ, وأَجهَزَت
فَتَطَايَرَ "السَّبعِينُ" و"السِّتِّينُ"

وأَفَقتَ مُرتَجفًا, وكُلُّ تَحَاوُرٍ
وَهْمٌ, وكُلُّ حَقيقةٍ تَخمِينُ

وإِلى قُرُونِ الفَحمِ نَحوَ ظَلَامِهِم
قَذَفُوكَ، كَي لا يَسقُطَ الإِسفِينُ

كُسِرَت على شَفَتَيكَ أَعذَبُ بَسمَةٍ
مَدَنِيَّةٍ, فَتَضَاحَكَ التَّحصِينُ

وتُرِكتَ مُمتَهَنًا هُناكَ، مُمزّقًّا
فِي الرِّيحِ, لا طِبٌّ ولا تَكفِينُ

وإِذا بِمَن قَتَلُوكَ أَهلُ سَوَابِقٍ
والحُورُ رَهن بَنَانِهِم والعِينُ

وأَفَقتَ, لا (أَيلُولُ) قُربَكَ وَاقِفٌ
في الصَّفِّ يَدفَعُهُم, ولا (تشرينُ)

سَفَرَانِ خانَهُما الدَّلِيلُ بطَعنَةٍ
هَمَجيَّةٍ, واحمَرَّتِ السِّكِّينُ

*****

أَرَأَيتَ يا ظَمَأَ المُسَافِرِ كَم إِلى
ماءِ السَّرَابِ يَحِنُّ هذا التِّينُ!

أَرَأَيتَ كَيفَ يَعِيشُ كُلَّ دقيقةٍ
مَوتًا, وليسَ لِمَوتِهِ تَأبينُ!

أَرَأَيتَ كَيفَ يَخُونُ حارِسُ أَهلِهِ
وتَسُوقُهُ النَّعراتُ والتَّدجينُ!

وَجَعٌ.. وأَوجَعُ مِنهُ أَنَّ بهِ على
مَن لا يَخُونُ يُمارَسُ التَّخوِينُ

يَتَكَالَبُونَ على البِلادِ، ولَم يَعُد
لِلمَوتِ فَوقَ تُرابها تَقنِينُ

ويُحَسِّنُونَ بما يُقالُ قَبيحَهُم
والقُبحُ أَقبَحُ ما بهِ التَّحسِينُ

*****

وَجَعٌ على وَجَعٍ, ولَيسَ لِمَوطِنِي
بَينَ الغَريبِ وأَهلِهِ تَأمِينُ

أَمِنَ السِّياسَةِ أَن تَضِيعَ أَوَاصِرٌ
وتُعادَ -دُونَ رِجالِهَا- صِفِّينُ!

أَمِنَ العَدَالَةِ أَن تُبَادَ حَوَاضِرٌ
وحَضَارَةٌ، ويُحَرَّمَ التدخينُ؟!

أَينَ الأُخُوَّةُ, والمُرُوءَةُ, أَينَ مَن
لَبسُوا رِدَاءَ الدِّينِ, أَينَ الدِّينُ؟!

لا الحَربُ أَقعَدَها السَّلامُ, ولا السَّلا
مُ أَغَاثَهُ التَّسلِيحُ والتَّخزِينُ

وَطَنٌ يَمُوتُ أَمَامَ أَعيُنِ أَهلِهِ
كَمَدًا, ويُجرَحُ صَخرُهُ والطِّينُ

وَطَنٌ بَنُوهُ تَعَاضَدُوا لِهَلَاكِهِ
أَتَذُودُ عَنهُ (جِنيفُ) أَو (بَرلِينُ)!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص