السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …….و القلم
عمي عبد الحبيب … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:49 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 22 اكتوبر 2018
 

تسعفني ذاكرتي دائما عندما الجأ اليها ..
كان ذلك في العام 62 وتحديدا في اللحظة التي كان فيها الطلبة المحاصرين في مدرسة الثورة الابتدائية - الاحمدية سابقا - ينهون اضرابهم وينقشع الحصارمن حول المدرسة ، كانت تلك اللحظة ايذانا بميلاد الثورة من رحم اليمن ، للأسف الذي ما بعده اسف أن دور الطلبة لم يتعرض له ويسجله أحد في تعز وصنعاء والحديدة وإب ….

في تلك الاثناء جئت من قريتي إلى تعز ، وأول يوم فتحت الثورة ابوابها ((ببورزان ))العم قائد دلفت من البوابة الخشبية الكبيرة وفي نفسي رهبة من النقلة الكبيرة بين معلامة قريتي ومدرسة تعز الاثيرة إلى روح كل من درس فيها ، وترك ذكرياته بين جدرانها التي هدها موظف برتبة وكيل في وزارة التربية والتعليم ، وهد مع الجدران طفولتنا وصبانا وحميم الرفقة ، اقسم أنني وقد أتى ظرف الوجع بعبد الله حزام زميل الصف الاول إلى صنعاء ، أتى إلى بيت بوس نازحا ، وكلما التقيه أرى بين حبات الجدري على وجهه حكاية البداية الحميمة ….

امام بيت الرماح في شارع عصيفره القديم ثمة ارضية كانت عباره عن ورشه لاصلاح السيارات ، تركها صاحبها ومضى ، بين الصليط الحارق غرزت اطارات البابور القلاب ذو المقدمة الخضراء ((انترناشيونال )) أو ما اتفق السائقون الملوك الذين تربوا في عدن ايام بريطانيا على تسميته ((عنترناش ))، بالتأكيد كان عنتر بن شداد في أذهانهم …أين عبلة إذا ؟؟؟؟؟

قال لي من ذهب بي إلى هناك : هذا بابورعمك عبد الحبيب ، فشاعت الفرحة في روحي ، أول ما وضعت رجلي على الدعسة لارى ما بالداخل قفز إلى ذهني حمارنا في البلاد ، والحمارالمشهوربجرسه وبكونه حمارالشيخ كان الذي يروضه عمي عبد الحبيب بجاش بين المصلى وقرانا المتناثره في هضاب ومرتفعات قدس وما حولها ، ويشهد نقيل الجواجب المطل بهيبه على المصلى ومن البعد على شواطئ عدن حيث هي هناك نائمة في حضن البحر، المصلى والنقيل مايزالان يتذكران رجالا صعدووهبطو بحميرهم وراء اللقمة الكريمه ، يومها كان الحماريساوي قاطره في هذه الأيام ، رجال تعبو وعرقو وجرو على الطرق الوعره يبحثون عن رزقهم ، كان عمي احدهم واعمامي الأخرين واهلنا …

اتذكربحميمية لاتدانيها سوى حميمية عبد الملك ضيف الله عندما يحدثك عن الحاره في تعز حيث كان لاقدامنا صولات وجولات …
صعدت إلى السكان مباشرة فتولاني احساس باني ملكت الكون ، لاول مره ضغطت ذلك الزرالاحمرفسمعت صوت الهون ...تولاني غروربلا حدود ، رفاق الطفولة في القرية يلاحقون كباشهم واغنامهم تشنف اسماعهم اصواتها وابن الشيخ يضرب هون فوق البابورالعنترناش حق عمه او حق ابوه لافرق ...اضحك من قلبي وانا اتذكرتلك اللحظة الدافئه ، واتذكرالآيه وقد خطت بيد ((شكري)) : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )) كتبت باللون الابيض على ارضية خضراء …

ظل العنترهناك إلى مالا نهاية، كان عمي يشتغل فيه او عليه مع شركة النصر المصرية، حتى اذا نادى المنادي هب هو الاخرصاعدا نحو صنعاء ليصبح احد عناوينها في الستينات و السبعينات ….

لوحة مخبز الثورة في باب اليمن كتبت أيضا بخط شكري بخط ابيض على ارضية زرقاء ، ماتزال امام عيني إلى اللحظه …
عمي ادارالمخبز، والمخبزالتزم توفيرالخبزللمستشفيات ، وقبل أن آتي أنا إلى صنعاء كان يزود التربية والتعليم وربما الجيش ، بجانب باب البكيريه ثمة غرفة صغيرة ، كنت فيما بعد اذهب مع سيارة الروتي المحروسه فيستلم من الحاج درهم الأستاذ المحترم عبد الله الذماري من له فضل على كثيرين ، لم يعد الكثيرون أيضا يتذكروه ولا يذكروه ….

عمي عبد الحبيب أطال الله في عمره جميلة علي لايدانيه جميلا ، وأنا وطنت نفسي على الا اتنكرلجميل ، واحتقر- معذرة - من يتنكرلجميل الآخرين ، فعمي لم يقصر معي ابدا واحاطني بعطفه ورعايته ، الحقني بمدرسة سيف أول ما قدمت في نهاية العام 69, وبرغم ماقيل له (( لا تدرسه )) ، لكنه طلب مني أن ادرس ولا التفت الى غير الدفتر والكتاب ، ولو سالتوني عما اذا كنت نادما على شيء فعلى انني لم اسمعه وادرس اللغة الانجليزيه ، كان القادري قد افتتح معهد في الشقة الكائنه فوق مستودع القاسم في التحرير، فقال لي عمي : ادرس انجليزي ، فدرست اسبوعا وتركت ، الآن العن نفسي مع الاحترام لكم لأنني خسرت فرصة عوضتها في الاولاد حيث يتحدثون الآن وينطقون الإنجليزية بطلاقه ، تاج وحسام وهشام وفؤاد…

عمي عاد إلى تعز مرة أخرى حيث بداياته الأولى ، ومايزال يكد ويتعب ،وبكرامة منقطعة النظير …عنوانه محلات بجاش لقطع الغيار 
علي هنا بل وهو واجب لا ابتغي من ورائه سوى محاولة تاسيس دولة للوفاء ، اعترافا بالجميل لمن يقدمه …
ارفع قبعتي احتراما وتقديرا وحبا ووفاء لعمي عبد الحبيب بجاش أطال الله في عمره ...والحب والرحمه لجدتي نعمه التي انجبته …
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً