السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …...والقلم
الحاكم وقيمة الإنسان ؟! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:44 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



20 اكتوبر 2018
 

ليس هناك اسوأ من هذا الصمت العربي ازاء مقتل خاشقجي الاالحاكم العربي مهما تعددت ديمقراطيات العرب !!، والحكام العرب صاروا مثل المعيزالذي يضحك على بعضه ، حيث لاترى المعزه عورتها فتضحك على مثيلتها وهي لا تدري ما تحمل …

في محل بيع الكهرباء قال البائع : القنديلين ب 15 الف ريال ، فمسكت على رأسي : لا يساوي ثلاثة ألف ريال ، هذا غلاء فاحش ، علق صاحبه من هناك بجملة ادارت رأسي : (( كل شيىء ارتفع سعره الا سلعه واحده ))، سكت ، الحيت عليه بنظري : كيف ؟ - من انت ؟، قلت : كرتي عندكم ،القى نظره عليه : هااا، هيا السلعه التي لم يرتفع سعرها ابدا بل إن السعر يتراجع أيضا، قلت بتذاكي : الملح ، ضحك : (( الإنسان يا أستاذ )) ….خرجت صامتا فذلك العامل لخص كل الحكاية بجملة واحدة افضل من أي محلل سياسي أو كاتب صحفي مثلي ….

في السودان تحول جعفر نميري إلى أمير للمؤمنين ، وفي مصرالعظيمة صارالسادات رئيسا للمؤمنين، وفي ليبيا صارالقذافي القائد الاوحد في جماهيرية لا تدري مالونها ولا طعمها ولا رائحتها، وفي العراق كان لا صوت يعلوعلى صوت المهيب ، وفي يمن الإيمان والحكمة حولت رابطة صناع الطغاه الرجل الذي كان بسيطا عندما تجلس إليه القادم كما قال البردوني من انقى الشرائح الاجتماعية، حولوه إلى زعيم ….نفس رابطة الطغاه هبطت بواسطة الحاكم وجهازه القمعي بقيمة الإنسان إلى الحضيض ….

من يوم 2 اكتوبر وفصول المهزلة لم تنتهي فصولا …
إنسان بغض النظرعمن يكون ...كاتبا ...صحفيا ...سياسيا ...كلب ابن كلب ...سمه ما اردت، في النهاية هو إنسان ومواطن يدخل بامان الله إلى قنصلية بلاده ولا يخرج، هو الحاكم الفرد من قررالا يخرج وعلى المساكين من العسيري إلى آخرالخمسة عشرة أن يكونوا كبش أو كباش فداء فداء للحاكم الذي يملك كل شيىء من الثروة إلى السلطة إلى اقدارالناس ….

لم اشعر في حياتي بالغثيان كما شعرت أمس ليلا وأنا اقرأ خبر وكالة الانباء السعودية : (( الخاشقجي دخل يضارب الناس فقتل )) ، تذكرت لحظتها العظيم النعمان حينما سخرمن امن لبنان عندما اغتالت اليد الحقيرة احد ابرز العقول اليمنية أن لم يكن أبرزها محمد النعمان ، بلهجة آل النعمان الموغلة في السخرية السياسية :((  لقد قبضوا على القتيل واطلقوا سراح القاتل )) !!!...أنا متاكد مادام والحاكم الفرد يريد ذلك أن الخاشقجي قتل نفسه ، فقط هو اختاران يفعلها على ارض بلاده لمزيد من الانتماء!!!!..

سيصمت العالم بعد حين لان الخاشقجي في النهاية عربيا لا قيمة له ، ولأن عقود السلاح ومال تمويل الانتخابات تسيل اللعاب !!!..
ترمب دافع وبرروقبل التبريرلان عينه ليس كما يقول على محاربة الارهاب ، فلا يمكن للفكرالذي يصنع الارهاب يوميا أن يقف في وجهه ، ثم ما هو الارهاب بغض النظرعن التعريف الغربي له ، اذا لم يكن قتل رجل آمن برغم اختلافه في الراي مع حكومته ارهابا فماذا نسمي ما حصل …عينه على عقود السلاح واسعار النفط ، وفي الاخير خاشقجي مجرد  ((مقيم عربي )) !!!

في الداخل العربي يحول الحاكم دهاقنة المنابرإلى مجرد أبواق للتحريض ، التحريض ضد حرية الإنسان ، والدفاع باستماته عن الحاكم حتى ولو ارتكب المحرمات ، وانظر فمن كانوا في السعودية يحرمون كل شيىء ارضاء لجهاز قمع الحاكم تحولوا إلى تحليل حتى لعبة الثلاث ورقات !!!

غدا وبعد غد وفي هذه اللحظة ربما يقتل خاشقجي آخر في أي بلد عربي ولن تتحرك شعره للغرب  ، خاشقجي السعودية حرك موته  - برغم أننا ضد أن يموت قتلا - كل النخب السياسية للإبتزاز اولا ولدواع انتخابية ثانيا ، وانظر فلوذهبت إلى أي شارع في أي بلد غربي وسألت مواطنها عن خاشقجي ورأيه فيما حدث له ، ستكتشف أنه لايدري عن الامر شيئا ، فقط سيدري انه من هناك حين تومي برأسك إلى برميل نفط ويقول لك هااا هل هو من تلك البلاد التي ترفع سعر النفط علينا ….!!!

يرتكب الحاكم العربي جرائم ابشع من هذه، لكن الاجهزة تكون اذكى من الجهاز الذي اجهز على الرجل في عملية مفضوحة دلت على غباء منقطع النظير، أو هي لامبالاة الحاكم اصلا الذي يقتل ويذبح ويبررله الاخرون ، ويتغاضى الغرب صاحب بضاعة الديمقراطيه المعلبة المصدرة إلى عالم جاهل ومتخلف عن افعاله …
امير المؤمنين الحسن الثاني رمى بعائلة اوفقيرإلى باطن الأرض سنين طويلة خرج منها الأطفال كهولا ، والمهدي بن بركة تمت اذابته وفي باريس بالاسيت الخام كما قيل  ...لم تقل فرنسا شيئا لان الإنسان عربي ورخيص الثمن ولأن مصلحتهم مع أميرالمؤمنين أو خليفتهم ، وفي حكاية المصالح فمن حق الغرب أن يبحث عن مصلحته ، من يبحث عن مصلحتنا نحن !!!!... 

في كوريا الجنوبية تودع رئيستها السابقة السجن في قضية فساد ، وفي العالم العربي تتوزع جثة الإنسان على ألف حفرة ، هل يدري احدا أين جثة عيسى ورفاقه ، أو جثث القرشي وعبد الوارث عبد الكريم !!!..

تتكرر الحكاية فصولا ، فكلما دام الحاكم فردا فيوغل في دم الإنسان لانه يتعامل معه على انه مجرد كائن مسخ لا وجود له …

وإلى أن يقيض الله وحده لنا من يخرجنا من دوامة الحاكم الضرورة والرمز وباني دولة الاعجاز والانجاز والملهم ووحيد عصره نقول :
لله الامر قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً