السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن ……..والقلم
الصباح البكر .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 07:44 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الخميس 18 اكتوبر2018
 

لاتملك إلا أن تردد مع الفضول وأيوب :((مكانني ظمآن )) …
المطر سر كبير من اسرار السماء ، لكنه ليس كذلك على الأرض ، فحيث تهطل القطره فثمة فرح في نفس كانت قبله مهجوسة بالوجع …

فاجأني الهاجس الذي اعرفه جيدا في منتصف الشارع فضحكت : مش هنا يا صاحبي , لم يمهلني وذهب وواصلت أنا جولتي إلى حيث المعرض الكبير ابحث عن جاكت يقيني برودة الشتاء …في تلك المعارض لايوجد البائع الذكي ، بل هناك من يتعامل معك على أنك مجرد شوال سيلبسه ما اتفق ، خرجت حانقا …

في الشارع تطل الشمس من وراء السحابة السوداء تتخاوصني ثم تختفي ، خيل إلي أنها جميلة تزيح ستارة النافذة تراقب الشارع عل حبيبها يمر من هناك …

بقايا المطر بقع صغيرة تنعكس عليها بقايا اشجار تجاهد للبقاء ، وواجهات المنازل ، بقايا مطر الأمس الخفيف جاء من هناك على اثراعصار البان ، لكنه حول صنعاء إلى فتاة بكر وصبح مبلل بالندى ….

إدريس هناك يجلس امام حبات الطماطم يهيئها لأول زبون ، وعبد القادريمرعليك وبروح ابناء عدن يرمي النكتة ويمشي : هيا كيف عيال صفر اربعة، فابتسم واواصل …زياد هو الاخر يعرف كيف يكسب زبائنه ، بينما يحيى يلمع منهمكا حذاء عم علوي اتقي أنا بقايا الماء المختلط بالطين واشق عبابة متجها إلى الصالون : يا منيرابعد الشعيرات البيض من على الحواجب حتى تكتمل الوسامة ، الاحظ ابتسامة عماربينما ينهمك يصفف شعرزبون ….

في الشارع اتصلت لصديقي الاعزاحمد : كيف ؟ فتصلني ابتسامته وتعليقه المعتاد : جو هذا الصباح يغري بالمعصية !!! هو احمد الذي لم يقهره الوجع فما يزال قادرا على ممارسة الفرح …

الذماري هناك بجانب كوخه الحميم ، اطبطب على كتفيه : سأعوضك قيمة الحمام ، وبأنفة البسطاء : والله ما اقبل خلاص ماتين ساشتغل مع البقالة واوفرقيمة الثانيات، ما اروع كرامة هؤلاء …

هو صباح بكربكل مايحمله الشوق من شجن للمخاوصه ، والمطر في النهاية بداية الحلم ، والحلم يأتي بين القطرات برق هو بشير الخير …
وحده المطرمن يحول المدينة إلى معزوفة من موسيقى ، تارة لبيتهوفن ، اخرى لموزارت ، ثالثة لسمير سرور وخورشيد ، هي موسيقى المطرمن تنقلك إلى أفاق الله الفسيحة تحولك إلى كائن من شلال ضوء …

ثمة سحابة سوداء محملة بالفرح تلثم هامة عيبان وباقة الورد المشكل تعتمررؤوس اولئك الصغار أمام تلك الجامعة ياتون من منبه يوزعون الفرح لمن يحتاجه …

صباح اليوم بكرا يغني مع أيوب : (( واصبايا فوق بيرالماء والدنيا غبش )) ...يبلل الندى صوته ويبلل اوتارالنفس العابقة بالبخور وجمال امرأة تغسل جسدها بالعسل والحليب ….
(( من يسقي بالهوى قلبي ويروي لي العطش ، لأجل روحي ترتوي بالحب رشني رشاش ، واسكبين العطر من قطرالندى حالي الورش )) ...تمنيت الجابري لحظة المطران أجده في الشارع امسكه من يده وإلى كافتيريا عصام الشيباني ، تخيلتني اقول له : أسألك بالله ياجابري أي هاجس تولاك في اي لحظة استثنائية كتبت واصبايا ...عند أن ترددها يخيل إليك أن الشارع تحول إلى نهر من عطر …

لا أدري لم ورد إلى خاطري علي صبره ونسيت عباس ..علي صبره شاعرمن ريحان وفل ، اهلا بمن داس العذول واقبل ، وطلعته مثل الهلال واجمل …
لا تدري لم يجعلك المطرتتذكرالشعر والشعراء ، ذات صباح بكرخرج إلى الشارع الشاعر الجميل جدا ابراهيم الحضراني ، كانت صنعاء لحظتها تتجمش بالهثيم ، فابتسم وخاطبها : يهي ياصنعاء تشتي تقعي مثل اوروبا ……………….، وصنعاء الفاتنة تحت المطروفي علان تكون احلى واجمل وابهى من أوروبا ، أنا من يقول هذا واعرفها معرفة اليقين حين يتعلق الامربالدماثة والجمال الفتان والحلم ، تكون امرأة من مسك وعنبر….

هذا الصباح البكرصبح الخميس صبحي ، موسيقى المطرعزفتها صنعاء في وجه الوجع في لحظة بلل الندى حلمتا نهديها ، صنعاء لاغيرها من يبشرنا ابدا بالصباحات الاستثنائية …
ومكانني ظمآن عطرا ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص