الاثنين 11 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
زمن البدو - محمد عبدالسلام منصور
الساعة 19:49 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

آهِ يـا أيلولُ يا أملُ 
مـن ضـيـاء الـلـه ينهـملُ

هبّتِ الظلماءُ تطفئهُ 
شبّ في الوجدان يشتعل

جئتَ من أوجاعنا قَبَساً 
عانقت أنوارَه المقلُ

فانسكبنا أدمعا فرحا
عَلتِ الآهاتُ تغتسل

أنت يا أيلول قبلتُنا 
كيف ننآى عنك يا قُبَلُ

كلّما ليلٌ ألمّ بنا
ودنت ذكراك نبتهل

أن يعود الحب يجمعنا
باعدت ما بيننا المَِللُ

لُمَّ أشتاتِ الحمى دَمُُنا 
أوغلت فيه الدُّمَى الدُّولُ

يمن الأحرار ضاع سدىً
باعه الأعرابُ والسفلُ

واليمانيُّون فرقهم 
أدعياء الدين فاقتتلوا

مذهبوا الإسلامَ وهْوَ أتى 
واحدا دانت به الرسلُ

ودعا كلٌ لنصرته 
كلهم للحق ينتحل

آهِ يا أللهُ كم حشدوا 
للهيب الحرب كم قتلوا

استباحوا قتلنا زُمرا
ولنا التَّيتِيمُ والثَّكَلُ

بندقوا أكبادَنا سفكوا 
دمَهم هَدْرا ولا خَجَلُ

خَطِفوهم من جوانحنا
ودموع الفقد تنهملُ

عَمِيَتْ حزنا منازلهم
فمآقينا هي النُزُلُ

سلبونا أنجما سطعت
أملا غنى له الأزل

أطفأوا أرواحهم عبثا
قبل أن يأتيهم الأجل

وأعادوهم لنا قِطَعاً
في صناديق الفنا أفلوا

حُمِّلوا حربا وليس لهم
ناقةٌ فيها ولا جمل

وعيون الناس شاخصةٌ
يعتليها الجهل والخبلُ

لعنتنا الأرض من غضب
تَفَّ فينا السهلُ والجبلُ

داهمت أرجاءنا ظُلَمٌ
نسجتها الأعصُرُ الأولُ

العداوات التي سفكت 
دمَهم ما بيننا دُوَلَ

حربهم صارت لنا قدرا
دمنا أضحى لهم نَهَلُُ

انطوى جوعي على ظمئي
وطوانا القهرُ والوجلُ

زمن البدو استقر هنا
عَصْبَوِياً فيه نُعتقل

كيف جاءتنا قوافله
أَبِرُغم العصر تنتقل

ظلمة عمياء غادرة
وبلادي ملؤها عِلَلُ

ما رأى طرفي بها شُهُباً
أو سرى في ليلها زحل

هل أنا جانِ على زمني؟
أم كلانا مسّنا غَفَلُ؟

ربَّةُ البترول عالمةٌ
وأبو الدولار والهَمَلُ

أنت يا سبتمبر الأمل
إن طوانا اليأس، ما العمل؟

إبتكر جسرا فنعبره
إننا تاهت بنا السبل

وأضئ في ليلنا قمرا
نبدأ المسرى ونرتحل

الصباح الحرُ في دمنا
دافقُ ما طاله مَلَلُ

إن شمس الفجر ما ظهرت
للخطى إلا وتكتمل

طارحِ الحسناءَ لهفَتَنا
ليطيب الحبُّ والغزلُ

واسأل الأيام كيف نأت
وَلِمَ الأحباب ما سألوا

إشتعل هيا بنا لنرى
مدن الأشواق تشتعلُ

 

صنعاء ٢٦ سبتمبر٢٠١٨

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص