الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الهام الليثي - رسالة
الساعة 23:10 (الرأي برس - أدب وثقافة)

بعيداً عن التوريات وخيام الكناية والإستعارة.. أكتب إليك بلغة ممتنعة عن الإحتمالات.. 
أقبلتُ إليك من خلف الفراغ مثخنة بهموم الضوء أيها الجبل الرابض على صدر يقيني، لم تكن مخطئاً، لأربعة أعوام كنت نعم الأخ وخير الصديق، أعدتني إلي حينما أهمل الجميع يدي وتبعثرت خطاي في دروب الماضين وزيف الحاضرين، كنت كبشارة عيسى لمريم ينطق في المهد صبيا .. كإستجابة الله لنداء يونس، لملمت قلبي بكلمة باحت بها شفاهك، حملتني خلف الضوء وعبرته من خلالي، غسلت كاهلي من الأدران المتراكمة، كنت ولازلت رجلاً متفردا أنجبته الأقدار وأهدته لي، بالأمس لم تحتل حسابات المنطق رسائلي، رغم أني وكما تصفني إمرأة المنطق، كمراهقة تعلقت أصداء الغياب حلما، أحببتك حقا، وأحببت حبك المجنون، لكن، صفعة على قلب والدي وإن توهمها ذنبًا لا أستطيع غفرانها، أقفلت هاتفي عنك وأنا في أمس الحاجة إلى صوتك، وصفتك بأنك لا تنتمي للرجال وقلبي يصرخ: لا سواه رجلا، ثم إحتجتك يا عطرا يزور مساءاتي دون أن تأتي، لم تقف خلف نافذة الشوق بعينيك الجائعتين، البرد الذي أدخلته حينها على قلبي كان كفيلاً بأن أغادرك، ومحاولاتك نسياني كانت أمر وأقسى، لقد علمت بكعبها العالي، وعطرها الرخيص، وحقيبتها الأرجوانية، لو لم يحدث كل هذا لأنتظرتك دهرا.. 
حقًا أنت لا تدرك حجم المعارك التي خضتها مع نفسي لأبدو لك بهذا السلام، رغم أني على يقين أنك كزمنٍ مضى ولن يعد، لكني أخترت التحليق والأرتطام بسماء أخرى، وإن لم يكن هنالك سماء لأحلِّق بها؛ أخترت العض على ندم وحدتي كما عشتها قرابة عام موصِدة كل السبل التي تؤدي إليّٰ.. 
ها قد أعدتك إليك، فخذ كيانك المترنح وأغلق الباب جيدا خلفكما، لعلي سأعود إليك يوما، جاثمةً على أرض ندمي.. لذلك لا تفتح أبواب الحكاية مطلقاً حتى لا يأكل الذئب أطفال خيالك..!!

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص