الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
يوماً مَا - محمود العكاد
الساعة 06:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 
يوماً مَا، 
قَرّرتُ بأنْ أنتقمَ من الكلماتِ المشؤومةِ، 
خَطّطَتُ ،
تَسلّلتُ إلى عُمقِ النّصِ ،
حَفرتُ عميقاً بأياديْ الحُبِّ ،
وغَطّيتُ الحُفرَةَ بجراحي .

صَوتٌ مَا يَهمسُ في أُذني ،
يا مسكين تَوقّفْ،
لنْ يَتحركَ في قَلبِ المعنى ،
منديلُ عَذابكَ،

من يَهزم كُلْ هَزائمهِ غير الشاعرِ ،
قُلتُ لَهُ ،

كيفَ سيحيا فيكَ شُعوركَ لو مَاتَتْ،
وغباؤكَ أذكى مِنكَ،
شَقاؤكَ أسعد مِنكَ، 
غُموضكَ أوضح منكَ، 
وإصراركَ هذا لا يُمكنهُ أبداً أن يثأرَ مِنْ واقعهِ،
قال ،

أجَبتُ،
أنا بالفعلِ حَزينٌ، 
فلماذا تقنعني أن أتظاهرَ بالحُزنِ أمامَ الخيبةِ،

يا شعر عَرفتكَ ،
غادرني أرجوك ،
فقد حانَ الوقت لتصفيةِ حسابي معها،

قُمتُ ،
ذَهبتُ إلى السطرِ الثالثِ،
حيث الحرب ، الموت ، الجوع 
يُنادونَ دُموعَ القارئِ،

لنْ يبكي ،
صِحتُ ،
التَفَتَتْ نَظَراتُ المأساة إليَّ ،

سأستَدرجها حالَ هُروبي كيما تَقَعُ بفَخّي ،
قُلتُ لنفسيْ ،

الكَلماتُ المَشؤومة تَركضُ خَلفي ،
يا اللّه ،
أخيراً ،
سوفَ أُشاهدهَا تَسقطُ ،

بعدَ مُرورِ دقائق،
شَدّتني من ظهري ضاحكةً ،

ماذا يحدثُ يا اللّه؟
الحُفرةُ هيَ مَنْ وَقَعَتْ في قَعرِ جراحكَ،
قالَ ليَ العُنوان وقدْ غَرسَ المَبكى حَائطهُ فيهِ ،

رَجعتُ،
ورائيَ كُنتُ أَجُرّ الأمل الخاسر في أن أرزعَ وَسْطَ النّص سحاباً وبساتينَ،
أماميَ ،
كان الشعر يُغنّي ،
يا مسكين ،
خسرتَ،

نَعَمْ،
وجوابي هذي المَرّةَ يصرخُ في وجهي وبصوتٍ عالٍ ،
ما حَاجتنا للنّورِ ، 
لرائحةِ الوردِ ،
لضمّ الفرحة ،
ما دُمنا لا نَمتَلك قُلوباً،
ما دُمنا نتَألّم في وَطَنٍ ،
ماتَ شُعورُ الشُعراءِ بهِ ،
والنّاسُ ،
وكُلّ الكَلمات الحُلوة،

وأخيراً ،
عُدتُ إلى الغُرفةِ ،
واسْتَلقَيتُ، 
ونَمتُ،

أنا بالفعلِ حَزينٌ
يا أحلام 
فلا تأتِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص