الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
جَاءتْ - عبد الحميد الرجوي
الساعة 14:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



جَاءتْ ولا شَيءَ يُخفي مِن أنوثَتِها
إلا خُيوطٌ بِها الفَيروزُ قد ثَمِلا

جَاءتْ بِحُلَّتِها الزرقاءِ في تَرَفٍ
و قد سَمِعتُ على خُلخَالِها الزَجَلا

على ذراعِ المُنَى جَاءتْ مُـعَـتَّـقَةً 
بالمَاءِ ، بالعطرِ ، بالشَوقِ الذي اْحتَفَلا

جَاءتْ تُراوِدُني و الطَيشُ في فَمِها
يَـقُـدُّ فيَّ على أنـفـاسِـهـا رَجُـلا

جَـاءتْ تُغَنّي على قيثارتي بِفَمٍ
عَذْبٍ طَريبٍ إليهِ القلبُ قد عَجِلا

جَـاءتْ مُوارِبَةَ النَهدينِ في شَبَقٍ
و قد لَمَحْتُ على أزرارِها العَجَلا

في كلِّ زاويةٍ من جسمِها اْشتَعَلَتْ
نارُ الجنونِ ، وقد شَاءتْ بها القُبَلا !

في حَلمَتَيها الهوى كأسٌ تُعَربدُني
إن النَبيذَ على لَونَيهِما اْشتَعَلا

كَحَـبَّـتي كَرَزٍ قد ذَابَتا بِفَمي
فَذُبْتُ ألْعَقُ مِن كَأسَيهِما العَسَلا

يا أنتِ يا اْمرأةً جَاءتْ تُبَعثِرُني
غُنْجاً ، و تَقذفُ بي في بَحرِها زَلَلا

يا أنتِ يا شَهْقَةَ النَاياتِ مِـلءَ فَمي
غَنَّي ، ولا تَستَبِدّي بالمُنَى وَجَلا

غَنَّى ولا تَقِفي باللحنِ في أُذُني
فلستُ أرضَى إذا لَمْ تَعْزِفي بَدَلا

كوني كعاصفةٍ تَجتاحُ في نَزَقٍ
معنى السكونِ ، فأشهى الحُبِّ ما اْنفَعَلا

رُشّي على جَسَدي نَاراً مُبَلَّلَةً
برعشةِ الماءِ ، حتى نَكسِرَ المَلَلا

خُذي جُنوني الذي أشعَلتِ ، و ْارتَعِشي
لحناً على شَفَتي ، و اْسَّاقَطي أمَلا

دَعي على شَفَتيكِ اللوزَ يَرسُمُني
وفي ذراعيكِ لُفّي حَوليَ الحُلَلا

إني مِن الرأسِ مَفتُونٌ ٍإلى قَدَمٍ
فقاسِميني حديثَ العشقِ لو هَطَلا

كَتُوتِ خَدَّيكِ في نَهدَيكِ فاكهةٌ
لا تَستَبيحي على رمّانِها الغَزَلا

كُوني زُجاجة َ عطرٍ في تَكَسُّرِها
على ضِفافِ دَمي ، و اْستَعذِبي البَلَلا

بِمُنتَهَى الشوقِ ذُوبي كَي أذُوبَ ، فقد
نَفَخْتِ في روحِ هذا الليلِ فَاْمتَثَلا

لا تَقتُليني ببعضِ الحُبِّ واْكتَمِلي
فما ألذَّ الهوى فينا إذا اْكتَمَلا !

لا تُطفئي ثورةَ الأشواقِ إن جَمَحَتْ
فالحبُ أحلى إذا لم يَعرِفِ الخَجَلا

.................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص