الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ذات فجرْ - طارق آلسكري
الساعة 17:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

ذات فجرْ
نزلتْ سلسلةٌ من نغمِ
من جبال الألمِ
تتمشّى في الشوارعْ
تتفيَّا ظلَّ جامعْ
تحت أطياف السكينةْ
تمخرُ البحرَ على متن سفينةْ
ثم تأوي للمدينة
تقرأ الناسَ على تلك الجسورْ
مثل زهرةْ
ثم ترنو للفضاءْ .. 
نحو هاتيك القصورْ
مثل عّبْرة
تبصق الحقدَ عليهم .. وتدورْ
كيف تجفو كلَّ أرباب المطامعْ
وهي بَلُّورٌ ونورْ
لم تكن للشرِّ بذرةْ ؟!
وهي لم ترقد بسجنٍ أو زريبة ؟
وهي لم تملك قروشاً حينما باتت سليبة ؟
وهي لم تحمل على ظهر خطاها
حلمَها الضاحكَ في وجه ضحاها 
تسلك الطرق الكئيبة ؟؟!! 
وهي لم تحمل قشاشاً أو متاعْ
لا ولم تحمل على أهل القصورْ .. أيَّ دافعْ ؟!

*

 

ذات فجرٍ 
ذات فجرْ
نزلتْ سلسلةٌ من نغمِ
من جبال الألمِ 
دونما قصدٍ إلى أيِّ سبيلْ
دون رايةْ
أو حكايات سفرْ
هكذا كالسيلِ في نصفِ قمرْ 
دون غايةْ
تطلب الأمن على أطفالها الخرساءْ ..
تمضي لا دليلْ
غير جوعٍ وقتيلْ 
غير جرحٍ نازفٍ ..
ودموعٍ نازفةْ 
وبقايا خلَّفتها العاصفة 
فوق جيدٍ وفمِ
وعساكرْ
وخناجرْ
تشربُ الدَّمَّ وتحيا بالدَّمِ
تقطن الليل الطويلْ 
كيف كانوا في المطار ؟
ساعتين .. وساعتين .. وساعتين
ينظرون إلى الجواز .. ويسألون ولا جوابْ
: أيها النَّسرُ الذي ثار وثارْ
: أيها النَّسر الذي صدَّع أطواقَ السحابْ
: أين نحن الآنَ .. كالخفاش نخبط في الجدار ؟! 
ولا نهارْ .
الناس كلٌّ في طريقْ
الفكر مشغولٌ وأقدامُ الفحيحْ
في زحمة الدنيا تسابق كلَّ ريحْ
- أماه إني جائعٌ .. والْتفَّ والتفَّ البريقْ 
قيلَ لي : 
أنصِتْ إلى رعشات أصواتِ الغريبةْ
تلك ذاتِ القرْطِ يمرحُ قرْبَ وجنتها اللهيبة ْ
إنها تشبهُ رعشاتِ أمانينا الحبيبةْ
رحتُ أنصتُ في نحيبٍ وبكاءْ 
وأنا أعلم في السرِّ مَغبَّاتِ الأغاني 
ها لقد عادت من السفر البعيدْ
ليس إلا الشوق للأوطانِ يحمله نشيدْ
آه ياتعبَ اليماني
آه ياتعبَ اليماني

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص