السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ضعف القيمة الأدبية والفكرية لتدوينات الفايس بوك وتويتر - مصطفى لغتيري
الساعة 12:58 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

رغم أن الفايسبوك وتويتر وباقي المواقع الاجتماعية قد شكلت متنفسا حقيقيا لكثير من الناس عبر العالم، ليبثوا من خلال صفحاتها ما يخالجهم من هواجس وهموم، وما يخطر ببالهم من أفكار، فإن هذه الصفحات استقطبت حتى الأدباء والمفكرين والسياسيين عموما، لطرح بعض آرائهم المختصرة، ويعمدون كذلك إلى نشر روابط لمقالاتهم في الجرائد والمجلات، أو بعض الفيديوهات التي تسجل مداخلاتهم في بعض الندوات. ولعل ذلك مما جعل الإقبال على المواقع الاجتماعية كبيرا جدا، حتى أصبحنا أمام سيل لا ينقطع من التدوينات، التي يصعب متابعتها بالكامل، غير أن المتتبع لما ينشر على هذه الصفحات يلاحظ أن قيمة هذه التدوينات الأدبية والفكرية وحتى الإخبارية تدنت بشكل كبير خلال المدة الأخيرة.
 

في منتدى "غاليري الأدب" انشغلنا بهذا الموضوع وطرحناه على أعضائنا، كي يدلو بدلوهم فيه، ويوضحوا لنا الأسباب التي أدت إلى انحدار قيمة ما ينشر على صفحات المواقع الاجتماعية على أكثر من صعيد فجاءت الردود متباينة، تلامس حينا عمق المشكل وتبتعد عنه أحيانا.
 

فقد رأت المبدعة المغربية زبيدة أوبحو  أن ماينشر في المواقع الاجتماعية صورة مصغرة للإحباط  الذي يعيشه الإنسان  العربي  على جميع المستويات  السياسي  الاقتصادي  الاجتماعي الثقافي والعلمي مما يؤثر على نفسيته .. 
 

أما المبدعة اليمنية فكرية شحرة ففسرت هذا التدني بكون النشر متاحا للجميع فاختلط بذلك الحابل بالنابل .
في حين يعتقد الاستاذ حميد طاليس أن رواد الفايسبوك يبحثون عن التسيلة البذيئة، لا غير. وهذا مما أثر على محتوى ما ينشر.
أما المترجمة خديجة ناصر  فحذرت من تعميم الأحكام، وقالت بأنه يمكن الانطلاق من تقييم المجموعات المعروفة والتي يعتبرها أصحابها مشتلا للإبداع، لتلاحظ ما يلي:
-في اغلب الأحيان ينشر محتوى دون المستوى و نظرا للزبونية المستشرية تنهال عليه إعجابات و اطراءات فيصاب صاحبه بالغرور، عوض الاجتهاد وتحسين مستواه.
-الصور المصاحبة مكملة للإنتاج، وهي في الغالب لا تعبر عن النص المصاحب لها. 
-تساهل اداريي المجموعات في قبول و نشر أشياء تافهة.
-اما فيما يخص الصفحات الشخصية للأفراد فطبعا تتأرجح منشوراتها حسب المستوى الثقافي للشخص و مدى اجتهاداته و اهتماماته.

 

الشاعر أحمد الرجواني من جهته يرى السبب في تهافت من لا أدب له في نشر خزعبلاته نظير الجيمات الكثيرة التي يحصل عليها، فأخذ يعتقد أن ما ينشره شعر او قصة. 
ويضيف موضحا "هذا التضخم في الأنا جعل القارئ يعتقد أن كل شيء متشابه فلا حاجة للقراءة".
وللأسف - يوضح أكثر- حتى بعض النقاد يضعون مقاربات لأشياء تافهة نظير حصولهم على قلب أنثى  رغم تفاهة ما تكتب"

 

 المبدعة الشابة إكرام لغريسي والتي تعد أصغر أعضاء غاليري ومن أنشطهم  ترى باختصار أن ماينشر في الفايسبوك يعكس الواقع الرديء  الذي نعيشه دون رتوش، معبرا عن نوع من الشيزوفرينيا الأدبية والفكرية  والأخلاقية.
 

فيما ذهب الأستاذ عبد الأله الناجي إلى أن تدني القيمة الأدبية والفكرية لما ينشر على الفيسبوك راجع إلى مايلي :
أولا تواجد فئة كبيرة من الذين يعتقدون أن الكتابة شيء بسيط يمكن التمكن منه واقترافه دون مجهود، ولا يحتاج لأي موهبة؛ هؤلاء وجدوا فرصة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وراحوا يرمون بالكلمات تحت مسمى "إبداع " دون أن تمر من المراحل الدقيقة للإبداع الحقيقي التي يعيشها الكاتب بوعي.
ثانيا هناك تراجع عام للعالم العربي على جميع المستويات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية...وكذا على الجانب الثقافي نتيجة تراجع نسبة القراءة وضعف جودة التعليم، وقلة الإجتهاد... وهذا من شأنه أن ينعكس على جودة المنتوج الإبداعي والفكري ويؤثر على الذوق سواء لدى المبدع أو المتلقي.
الناقد مصطفى امزارى أرجع الأمر كله إلى تدني المستوى القرائي لمريدي الفايسبوك، ومنطق المجاملة الذي ينفخ في الرداءة بكلمات الإطراء المنافقة بعيدا عن التصحيح والتوجيه والنقد. ...
في حين يرى الأستاذ عبد العزيز حنان أن  الفايسبوك  أصبح واجهة لعرض  الصور  الشخصية  و التهاني و التبريكات التي لا داعي لها، في غياب الفعل الإبداعي ؟

 

 أما المبدع والجمعوي محمد الفطيسي فاختزل السبب في ضعف في الخيال والابداع والقراءة والتحليل والوعي.
في حين رأت المبدعة الفلسطينية ريا خالد ثلاج أن معظم من يكتب على الفيسبوك يتسول اعجابات بأي طريقة.. و لذلك يتجاوز الأدب و يبحر في قلة الأدب.. 
فيما رأى الأستاذ عبدالعظيم الرطيبي أن غياب نص أدبي جيد يعود بالأساس الى عدم  تفاعل القراء مع ما يتم نشره.
بينما اختصر الأستاذ يوسف عدي الظاهرة في قوله بأن  الفايسبوك  هو انعكاس لواقعنا المتردي أصلا.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً