الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
جَدِيرٌ بِالْقَسْوَة - محمد القعود
الساعة 15:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

رُبَّما أعلنُ فجأةً انفجاري،
وانحيازي إلى الفوضى العارمة..
رُبَّما أصرخُ في مطلعِ كُلِّ صمتٍ
ما عدتُ قادراً على مُهادنةِ صخبي
وضجَّةِ خُطاي التَّواقة لفكرةٍ جديدةٍ
وجهةٍ مُدهشةٍ وفضاءٍ طليقٍ لزفرةٍ عاشقة.

رُبَّما أستقيلُ مِنَ المودَّة
وَمِنْ خيبةِ المُفرداتِ ومواءِ الذِّكريات
وَمِن التَّناوبِ على انتظارِ حُلمٍ
تتناهشهُ مخالب الأيَّامِ والنِّسيان
رُبَّما أستقيلُ مِنْ ترفِ مودَّتي
وألتحقُ بعملٍ مُتواضعٍ للغاية
في مصنعٍ للقسوةِ وجفاف المشاعرْ.

رُبَّما أدعو ذكرياتي الجميلة الباقية
وبطلات قصائدي الورقيَّة
ودفاتري المدرسيَّة الأُولى الملأى
بخربشاتٍ وأفكارٍ ساذجةٍ وعظيمة..
وأدعو قُبلاتي المُتيبِّسة
على الورودِ المُجفَّفةِ بين صفحاتِ
شهقاتي المُراهقة صبيحة كُلِّ يومٍ دراسيْ.

ورُبَّما أدعو كُلَّ تلك النَّظرات الحالمة
وخطوات الزَّهرات المُتلعثمة
وأُغنيات فيروز وعبدالحليم
وأغاني إذاعة صنعاء الصباحيَّة القديمة
وأصوات الباعة الشاحبة
وأغاني الجارات الجائرة بالشَّكوى
وشغب أطفال الحارات
وأحلام العُمَّال في صباحٍ قائظٍ بالبطالة.

رُبَّما أدعو مُحمَّد القعود
في جميعِ نُسخهِ ومراحلهِ المُتطوِّرة
وهيئاتهِ المُختلفة الأطوار
وخطواتهِ المُبعثرة الاتّجاهات
وأحلامهِ المنثورة بين قارَّاتِ القلق
وهزائمهِ الدَّائمة الاخضرار
على جبهاتِ الحياة.

رُبَّما..
رُبَّما..
سأحشدُ الجميع في ملعبٍ كبيرٍ للحياة،
أو أرصُّ الجميع أمام جدارِ الحقيقة..
أو قد أحشرهم في فكرةٍ واحدةٍ..
غير قابلةٍ للنِّقاشِ وتقبُّلِ الرأي الآخرْ.

سأقولُ لهم بلهجةٍ صارمة :
- أنتم أيُّها الجمع المُبارك
والمُتناقض مِنَ الكائنات..
أنتم يا أحبَّائي .. وأعدائي
سبب انكساري وشتاتي
وسببٌ رئيسيٌّ لتراكم مودَّتي
وتعثُّري بسذاجتيْ.

لذلك سأصبُّ عليكم نسياني،
ورصاص جحودي، وأهيلُ عليكم تُراب قطيعتيْ.

أعترفُ مُسبقاً أنَّني سأبكي في أعماقي
وسأتمزَّق بصمتٍ وسأتعرَّضُ لنوباتِ ضميريَّة..
لكنَّي سأُحاولُ أنْ أتماسك بقُوَّة
كي أثبت لنفسي
أنَّني جديرٌ بمُمارسةِ القسوة..
وباعتلاء عرش الوحشة.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص