- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
ربما يكون من المفيد أن تُقدم على مسارح الدول العربية عروض مسرحية عن الديكتاتوريين الأجانب الأكثر دموية وجنوناً في القرن الماضي.
والهدف هو توعية المجتمعات العربية بخطر الديكتاتورية، وكيف أن الأنظمة الشمولية متشابهة، ودائماً تسلك المسلك نفسه الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تمزيق سلام واستقرار الأمة.
وغالباً ستكون المسرحيات ذات طابع وثائقي، فيها تمويه جيد بأن المقصود هم أولئك الطغاة الأجانب، وسوف يرتدي الممثلون أقنعة من الورق المقوى تجسد الصورة الفوتوغرافية للديكتاتور المعنِي ومعاونيه.
فإن قمنا بإنتاج مسرحيات وثائقية تتحدث عن الديكتاتور منذ ميلاده وحتى وفاته مروراً بالفظائع التي ارتكبها خلال فترة حكمه فهل ستكون مسلية؟ وهل سَيُقبلُ الجمهور على مشاهدتها؟
أفترض أن الجواب هو نعم، لأن الناس لديهم الفضول لمعرفة ما جرى في الماضي وسماع دوي التاريخ.
ربما يكون "المسرح الوثائقي" قليل الدسم من الناحية الفنية، والتطور الدرامي نمطي لن يتغير من عرض لآخر، ولكن الهدف السياسي سوف يتحقق بجرعة عالية، وسوف يتلقى الجمهور العام تحذيرات واضحة بشأن أساليب الديكتاتوريين في التحكم بهم، والعلامات التي تصدر منهم باتجاه تشديد القبضة الأمنية كالاعتقالات والاغتيالات واضطرار الكفاءات إلى البحث عن ملجأ خارج البلاد.
سوف تعرض المسرحيات انحرافات الديكتاتور الأخلاقية، وأمراضه النفسية مثل جنون العظمة، أو الوسواس القهري الذي يوهمه بأنه مستهدف من كل أحد فيطلق العنان لأجهزته الأمنية للتنكيل بالمخالفين له في الرأي.
مرض جنون العظمة هو المرض الأكثر انتشاراً بين الديكتاتوريين العرب، وعلة منشئه هو التزلف والتملق الزائد عن الحد الذي يبديه صغار النفوس، وهم مجموعة صغيرة غالباً، وتتكون من جوقة المنافقين التي تحيط بالديكتاتور إحاطة السوار بالمعصم، وتكيل له المديح دون حساب أو وازع من ضمير حتى يفقد المسكين – أيّ الديكتاتور- صوابه ويخرج عن طوره، فيرى في نفسه شيئاً من الألوهية التي تعصمه عن الخطأ، وأنه يُحيي ويُميت ويرزق من يشاء.. وبالتالي لا يعود هذا إنساناً بل وحشاً ضارياً يُزهق الأرواح دون أن يرف له جفن.
وصل الديكتاتور (بول بوت) عام 1976 إلى السلطة في كمبوديا، واستمر حكمه ثلاث سنوات فقط، ولكنه رغم قصر فترة حكمه تمكن من تحقيق فظائع هي الأكثر هولاً على مر التاريخ، فقد تسبب في موت ثلث الشعب الكمبودي، ونزوح الثلث الثاني إلى الدول المجاورة، وعانى الثلث الذي تشبث بالبقاء من الجوع وسوء التغذية.
كان مصاباً بمرض جنون العظمة، فأفرغ المدن من السكان وأرسلهم إلى الريف للعمل في الزراعة، وكانت قائمة إعدامات أعداء الوطن تشمل أولئك الذين يلبسون النظارات أو لديهم إلمام بلغة أجنبية أو يقرؤون الكتب ورجال الدين وغيرهم. وكانت الإعدامات تمتد إلى العائلات، ويتم قتل الأطفال بضربهم بجذوع الأشجار لتوفير الذخيرة.
هناك الديكتاتور (بينوشيه) الذي قام بانقلاب على رئيس منتخب في عام 1974 وحكم تشيلي بالحديد والنار. وتبدو سيرة هذا الديكتاتور الدموي شبيهة بمسيرة معظم الديكتاتوريين العرب الذين وصلوا إلى السلطة عن طريق الانقلاب مع اختلافات يسيرة في التفاصيل.
إن "المسرح الوثائقي" لن يكون صدامياً مع سلطات الرقابة، ولكنه سيُقدم بصورة محايدة قطعاً مختارة بعناية من التاريخ البشري.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر