السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……...والقلم
العم علي حارس البوابة - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




السبت 28 يوليو 2018
 

جاء إلي في عرس مادا يده : اهلا بالأستاذ ، قلت مبتسما : بدون استاذ اهلا بك …
عرفتني ؟ - لا ….أناإبن العم علي ...لحظة صمت ….استدرك : العم علي حارس بوابة مدرسة آزال حده ، يا الله : نعم كيف حال الرجل الودود ..العطوف ...الذي سأظل اجله واحترمه ، توفي يا عم عبده، الله يرحمه ...متى … إلى آخرالاسئلة ….لماذا لم تتصلوا بنا …

العم علي ذلك الرجل البشوش الذي كنت كلما اصل بالاولاد الى بوابة المدرسه واراه احس بالامان ...فاتركهم له إذ يقول لي : روح الله يفتح عليك ، خليهم علي ...فاحس بامتنان لا يحده امتنان ….

العم علي بابتسامته الودوده ، مشدته ومئزره ، وطيبة تملأ السماوات والأرض ...يا الهي ما اجمل هؤلاء البسطاء الذين لا يضعون شروطا للحياة صعبة تجعلها اكثر صعوبه …..يعيشون بهدوء وراحة بال ...وكلما تدبرت وجبه ترى اعماق العم علي وامثاله يرفعون ايديهم برضى عميق : اللهم ادم نعمك والتي لا تعد ولا تحصى علينا واحفظها من الزوال …..

العم علي كان انعكاس لمن هن وهم داخل المدرسة ، في المقام الأول الابله هدى عبد الله العاقل ، والأستاذة فوزيه تلك التي قالت ابنتي هذه اللحظه : الله كم خلعت ايدينا ...لكنها كانت تخلعها بروح الام ….

كانت آزال حده نموذج لمجتمع مدرسي حي ...نشط ..يمثل المدرسة النموذجية التي قتلها فيما بعد العقم التعليمي الذي اودى بها كما اودى بالمدرسة الاهليه ….
كم كنت افرح عندما اتلقى دعوه من ادارة المدرسة لحضوراي احتفائيه لأي مناسبه ...ارتاح إذاظل اتابع انامل عايش مدرس الموسيقى وكذا امين المدحجي الذي كلما اراه يعزف يذهب بي خيالي الى تلك الطريق التي بين قرانا والمصلى والمفاليس والى عدن التي حملت احلام اهلنا ومنحتهم الكرامة الشخصية التي لا يزالون يحفظونها ظهر قلب ….

قلت لنجله كيف عرفتني؟ قال كان ابي يعرفنا بكل الذين يحترموه ويقدروه ، وأنت بالذات اوصاني اسلم عليك دائما فقد كان يحبك مثل واحد منا …. اقسم أن دموعي انسكبت على خدي ...يا الاهي ما اجمل هذا الكلام ...ما احلى أن يوصي عليك واحدا من ابسط واكرم البسطاء : اعتبروه واحدا منكم ...زوروه ...إبحثوا عنه ….فخطرعلى بالي سريعا ما يفترض أن يكون ، فقد خرجت من القاعة وإلى حيث دفن العم علي ...قرأت الفاتحة عليه ...وقلت : يا عم علي أنت لم تمت طالما وقد تركت الولد الكبير والاخرين بعدك …

لم اترك قبره الا على صوته يدوي في خيالي : الله يبارك فيك يا ابني …
كلما ذهبت إلى حده ، امر في الشارع الضيق امام بوابة المدرسة لارى طيف العم علي حارس بوابتها يحاول لملمة ماانفرط ...لاكتشف أن آزال لم تعد آزال !!!، فأعود مكسور الفؤاد ...حزين العين والقلب والعقل على لمحة من لحظة جميلة هي مرحلة طبعت بطابع هدى العاقل ، وطيبة وحنان العم علي في البوابة …..

 

يذهب بي الحنين إلى المدرسة الأهلية التي وئدت هي الاخرى من قبل دولة الفساد ، وتحولت إلى مجرد اصطبل تخرج من بوابته اقدام ليست كالاقدام …
رحم الله العم علي حارس البوابة …
رحم الله قيم جميلة لم تعد بيننا إلا لماما …
شكرا لذلك الشاب الذي نعث روحي بسلامة وذكرى والده التي تعمرروحي 
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً