الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لِدَارِ الأَسَى بَابَانِ - يحيى حمادي
الساعة 13:50 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


لِدَارِ الأَسَى بَابَانِ.. عالٍ, وهابِطُ
ولِلخَوفِ -بَين البابِ والبَابِ- حائِطُ

ولِي فِيهِ شُبَّاكٌ ضَريرٌ.. وصُورةٌ
غُبارًا بِها تَحسُو العِجَافُ القَوَاحِطُ

ولِي _دُونَ هذا البَحرِ والحِبرِ- مُقلَةٌ
على ضَفَّتَيها المَوجُ لِلمَوجِ خابِطُ

ولِي _رُغمَ ما قالُوا عَن الوَهمِ_ مَوطِنٌ
سَيَأتِي.. وبي شَوقٌ على الجَرحِ ضَاغِطُ

وعِندِي مِن الأَشعارِ ما عِندَ مَوطِني
مِن الحُزنِ.. بَين الشِّعرِ والحُزنِ رَابِطُ

.
.
.

أَنا مَن أَنا؟! شَعبٌ يُنَادِي بِلادَهُ
ويَسعَى.. ولا يَدرِي لِمَ الحَظُّ ساخِطُ

أُصَلِّي صَلاةَ الخَوفِ في كُلِّ لَيلَةٍ
فَلا الخَوفُ مُنزاحٌ, ولا الأَمنُ ناقِطُ

ومِن أَبسَطِ الآمَالِ أَدنُو مُزَاحِمًا
فَلا صَعبَها أَلقَى, ولا ما أُبَاسِطُ

مِن النَّكبةِ الأِولى.. إلى النَّكسَةِ التي
تَلَتها.. وماعُونِي على البابِ قانِطُ

مِن الهِجرَةِ الأَولَى إِلى الهِجرَةِ التي
سَتَأتِي.. وما عِندِي سِوى الجَمرِ لاقِطُ

أَنا حارِسُ الحُمَّى على الجُرحِ, كُلَّما
تَرَاخَى قَوَامُ السَّوطِ وانهَدَّ سَائِطُ

جَنَاحَايَ مَكسُورَانِ, والرَّاسُ ذابِلٌ
وصَدرِي وَصِيْدُ الكَهفِ, والقَلبُ بَاسِطُ

ثَلاثُونَ مِسمارًا بِقَلبي.. فَكَيفَ لا
أُغَنِّي إِذا صَرَّت بِصَدرِي المَشَارِطُ!

ثَلاثُونَ مِسمارًا.. وما زِلتُ حَامِلًا
بِلادِي.. وما زالَ انكِسَارِي يُرَابِطُ

وما زِلتُ رُغمَ المَوتِ أَختارُ قاتِلِي
وأُعفِيهِ مِن كُلِّ احتِمالٍ يُشَارِطُ

.
.
.

أَنا مَن أَنا؟! شَعبٌ؟! وأَمسَحُ دَمعَةً
بِأُخرَى.. وهَل عِندِي سِوى الدَّمعِ ناشِطُ!

بَذَرتُ اشتِهاءَ المَوتِ في كُلِّ نُطفَةٍ
فَصَارَت مِن الأَكفانِ تَأتِي "المَقَامِطُ"

قَتِيلانِ فِيَّ العَيشُ والمَوتُ.. لا أَنا
قَتِيلٌ, ولا حَيٌّ, فَمَن ذا أُغَالِطُ؟!

ولا عِلمَ لِي إِلَّا بِجَهلٍ يَقُودُني 
إِلى المَوتِ.. كَم عِلمِي بِجَهلِي أُخالِطُ!

ولَولا غُبَارُ الجَهلِ ما جَاعَ مَوطِنٌ
ولا باتَ مَحسُوبًا على اللهِ ساقِطُ

نَفَت غُربَتِي الأَوطانُ مِن ذِكرَياتِها
وباتَت إِلى مَحوِي تَكِدُّ الخَرَائِطُ

إِذا لَم تَكُن لِلحُرِّ في الجُوعِ غَضبَةٌ
فَفِي وَجهِهِ _حَتى النّجاشِيُّ_ ناخِطُ

.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص