الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مَا فَعَلْنَاهُ فِيْ هَذِهِ اليَابِسَةْ - محمَّد المهدِّي
الساعة 09:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


مَا فَعَلْنَاهُ فِيْ هَذِهِ اليَابِسَةْ 
اجْتَمَعْنَا عَلَى جُوْعِنَا وَافْتَرَقْنَا، 
نَسِيْنَا بِأَنَّ الحَيَاةَ عَلَى رَأْسِنَا جَالِسَةْ..

قبل أن تعبثوا بالطَّبيعةِ، قلتُ لكم قلتُ: 
لا تعبثوا بالطَّبيعةِ لا تعبثوا بالطَّبيعةِ 
قلتُ لكم: -هكذا مرَّتين وأكثر- لا تعبثوا 
فالحياةُ طبيعيَّةٌ، وتظلُّ الحياةُ طبيعيَّةً، 
وعلمتُ بأنَّ صباحاتكم لن تقوم بواجبها 
فـ(السلامُ عليكم ورحمتُهُ) غَيَّرَتْ طبعها 
عندما اختلف الميِّتون على إرثِ فزَّاعةٍ 
وعلى سلَّةِ المُهملاتِ ومن سوف يملؤوها، 
فليكن أنني لا أُحـبُّ الحيـاةَ كما ينبغي،
إنَّ دائرة الأبجديةِ أوسعُ من سفر البوح 
أوسعُ من خافقٍ يتهجَّى صراع الحضارات، 
أزمنةُ الغيب أوضحُ من لحظةِ العالمين، 
وسوف تظلُّ الحياةُ طبيعيَّةً رغم ذلـك، 
قلتُ: الحياةُ طبيعيَّةٌ، مرتين، طبيعيَّةٌ، 
لا خلاف على عبثِ الكائناتِ بأشـيـائها، 
أو على ما تبقَّى من العبثيَّةِ في الأرضِ، 
كُلُّ الخلافِ على غير شيءٍ لـدى الـوقتِ، 
خبزُ النجاةِ من الوهمِ إغفاءةٌ في الترابِ، 
وماءُ الخُلُودِ انكسارُ الغريبِ على الملكُوتِ، 
سينجُوْ الغريبُ الذي يتغنَّى معي بالفناءْ..

مَا فَعَلْنَاهُ فِيْ البَسِيْطَةِ، لا 
يَسْتَحِقُّ البَقَاءَ يَا وَلَدِي

حَرَّضَتْنَا عَلَى خَسَائرِنَا 
مَهْرَجَانَاتُ كُلِّ مُعْتَقَدِ

لَمْ نَكُنْ وَاثِقِيْنَ مِنْ دَمِنَا 
وَخُطَانَا خَنَاجِرُ البَلَدِ

مَا فَعَلْنَاهُ: بَاطِلٌ/ عَبَثٌ 
مَا اسْتَفَدْنَا بِهِ وَلَمْ نُفِدِ

نَشْتَهِيْ لَذَّةَ الخُلُوْدِ، وَلَمْ 
يَحْبَلِ المُشْتَهَى وَلَمْ يَلِدِ

وَنَخُوْنُ الجميع فِيْ امْرَأةٍ 
قَلْبُهَا لَمْ يَقِفْ عَلَى أَحَدِ

مَا فَعَلْنَاهُ: وَجْدُ فَاعِلَةٍ 
وَالوُجُوْدُ الفَعُوْلَ لَمْ يَجِدِ

نَحْنُ فِيْ حيْرَتَيْنِ يَوْمْئذٍ 
حيْرَةِ البدْءِ، حيْرَةِ الأَبَدِ

____________ـ 
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً