الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة.-عبدالحميد الرجوي
الساعة 09:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


و جَاءَتني تَقولُ ، ولا تَقولُ
كأن الشوقَ في فَمِها خَجُولُ

لَمَحْتُ بِسِحْرِ عَينَيها حَديثاً
يَطُولُ ــ إذا حَكَتْهُ هُنا ــ يَطُولُ

كأن السِحْرَ في اليُمنَى فُراتٌ
و في اليُسرَى يُذِيبُ الروحَ نِيلُ

تُدَوزِنُني إذا صَمَتَتْ بِعطرٍ
على أنفاسِها نَـحْـوي يَـؤولُ

و إني حِينَ تَنطِقُ لستُ أدري 
ألوزٌ ذَابَ !؟ أمْ خُوخٌ يَسيلُ !؟

وقَفتُ بِهالَةٍ في القَدِّ تَخطو
خُطَى فَرَسٍ ، و في حَظّي صَهيلُ

دَنَوتُ و في يَديْ طَيشٌ تَمَشَّى
و ألفُ قصيدةٍ بِفَمي تَميلُ

و في تَرَفٍ على يَدِها تَوارَتْ
يَديْ ، لِيَلُفَّ كَفَّينا الذُهُولُ

تَذوبُ على أصابِعِها المَرايا
و في العُنُقِ احتَفَى القُرْطُ الطَويلُ

هُنا لغةُ العيونِ ، هُنا تَمَاهَتْ
بِعصفورَينِ هَمسُهُما الهَديلُ

على الشَفَتَينِ في رَهَفٍ حَديثٌ
و لكنّ الـعـيـونَ هـيَ الـبَـديـلُ

فَقالت لي :صَباحُ الحُبِّ ، حتى
كأن الصُبحَ في فَمِها قَتيلُ

أَفي إيقاعِ هذا الصَوتِ مَـاءٌ
مَشَى !؟ أمْ نَهرُ موسيقى عَجُولُ !؟

فَقُلتُ : صَباحُكِ الأحلى ، فَكادَتْ
تُراقِصُني بِساقَيها الحُجُولُ

و أبدَتْ مِن حَكايا الشوقِ ورداً
على يَدِها تَغيبُ بهِ العقولُ

و في فَمِها ابتسامٌ جَاءَ يَحكي
بِعيدِ الحُبِّ ، وهْوَ لها رَسولُ

فَأحيَتْ في يَدي ألوانَ وردٍ
قَطَفتُ لها ، و ليس لهُ مَثيلُ

و في يَدِها لقد أسكَنتُ أحلى
هدايا العُمْرِ ، و ارتَعَشَتْ طُبُولُ

و في زَهْوٍ غَرَسْتُ يَدي بِخَصْرٍ
تُـدَلِّـلُـهُ مِن الشَعْرِ الـذيـولُ

و في فُستانِها المَلَكيِّ ذَابَتْ
بَناني ، و القصيدةُ تَستَحيلُ

أُراقِصُها و في قَدَمَيَّ وَقْـعٌ
لِخُلخَالٍ بِـرَنَّـتِـهِ بَـخـيـلُ

على قُرْطٍ مِن الفَيروزِ إني
أذُوبُ ، و هَمْسُ أنفاسي يَجُولُ

أُوَشـوِشُـهـا ، أُغـازِلُـهـا بِشِعري
و هَـلْ إلا لَـعَـيـنَـيـهـا أقُـولُ !؟

أُحبُكِ ، كمْ تُمَوسِقُها شِفاهي
و إني بَـعْـدَ حُبِّكِ مُـسـتَـقـيـلُ

فَتيهي فالنساءُ حَـوَيـنَ فَصلاً
و إنـكِ أنـتِ في الأنثى فُـصُـولُ

.................................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص