الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
كان ثمة ضوءً - وجدان الشاذلي
الساعة 14:18 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


نعتقد غالباً بأن التظاهر أسهل من قول الحقيقة!
وعند نقطة ما من الطريق.. نلتفت وندرك كم أصبحنا بعيدين جداً ولم يعد بوسعنا العودة خطوة أو حتى نصف خطوة إلى الوراء..
الحقيقة، هي أن الحقيقة دائماً تجد طريقة ما.. في وقت ما مقدراً بعناية _غير مراعية_ وتُظهر نفسها.. تتعرى أحيانا وتُعرينا بطريقة شرسة وبشعة في آن واحد.
وبمجرد أن تظهر، تستقر هناك.. 
في الجهة المقابلة "كندبة"، بدمغة سوريالية!

كان (فريدا) بين خيارين لا ثالث لهما.. 
أن يقبل بجميع التهم المنسوبة إليه، أو يرفضها ويجرجر غادة إلى المحاكم.. 
كان يعلم بأن براءته ستكلف إدانتها، أمام أهلها على أقل تقدير.. 
ولم يشك أبداً أو يتردد حتى عند تلك النقطة من ألمه وإنكساره.. غلّب قلبه على عقله ومضى بالإثنين إلى الزنزانة.! 
على كل حال،
قضبان السجن لن تكون أشد إيلاماً من تلك السكينه التي تركتها غادة في ظهره.. وجدرانه لن تكون أكثر قسوةً من قلبها.. حتى عتمته، فهي لا شيء.. مقارنة بتلك العتمة التي أغرقته فيها.. 
هكذا فكر وهو يمرر قلبه إلى إبهامة، والإثنان إلى محضر القضية.

كانت تلك المرة الأولى التي لمست فيها بشكل عملي ومباشر.. الكيفية التي تتحجر بها الدموع في عيون الرجال..
وشاهدت عن كثب، كيف تكبر الغصة في أعماقهم وعلى صدورهم المهشمة..! 
في السجن شاهدت فريد أشبه ما يكون بشجرة في فم الشتاء..
رأيته يموت في كل ثانية.. واقفاً وجالساً ومضطجعا.. 
كان بوسعي أن أسمع بكل وضوح 
تمزق وشائج روحه.. وهي تصرُخ بتكسره وإنهياراته الداخلية..!

كان ثمة ضوءً، ثم أنطفأ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص