الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لستُ أنا إنما لست غيري - رمزي الواحدي
الساعة 18:14 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

 

الهروبُ من الخوفِ 
مثلَ الهروبِ من الظلِ نحو الظلام

أمضغُ العمرَ والحبَ والكرهَ والأصدقاءَ 
بدون لسانٍ
بدون عواطفَ أكنس من أضلعي ما تبقى من المارين

رقصةٌ في الفيافي على ذكرياتٍ للحن مضى أو تخيل لحنٍ سيأتي
وذئبٌ يراقبني أو أراقبه
كنت أهزأ بالفخ حين يلوح بعيداً قريباً 
يراودني أو أراوده
أو نسير معاً
ً مثلما ضفتَيْ أي نهرٍ وفي النهر أكثر من حجرٍ هكذا ٱخضرَّ ما أشتهيه

الأنا يا أنا هو قبرُ النعامةِ
أعترف الآن : ما كان ذاك التراب الذي فوق رأسي أطلالَ شوقٍ 
وأنّ الهوى في دمي جلدُ أفعى
وأني خدعت المرايا
وأني جبانٌ أمام الحياة

سأعترف الآن أنيَ أخبرتكم ما تمنيت كوني عليه وليس الذي كنته 
وأني مسحت غبار حياتي بكُمِّ المجاز وشاهدت من شرفةٍ في الخيال حياتي تسير على شوكها وتقمصت دور الوساطة بيني وبيني وعدت بدوني معي

غفوت أمام المحطة 
يومين 
عامين
عقدين
قرنين
لم تفتش الريح رملا
ولا أحرق البرق ريشاً 
ولا طاح رأسي على كتفيّ 
أفقت وقد سُرِقت ساعتي
والحقيقة أني أفقت لأرمي بها 
كان للوقت ثقبين
والروح
تنفث من جانبين

على من أعلقُ هذا الرمادَ
على نشوتي في مواجهة الذعرمن لسعة الجمر؟ 
أم خيبتي من طموح الغصون؟ 
أم اللامبالاة مما يكون؟

ولي ضحكةٌ نبتت في العراءِ
لتقطعها فأسُ طفلٍ فقيرٍ
يبيع لحاها لتُرسَم في ظهرها وردةٌ دون عطرٍ وتكتب في صدرها دعوةٌ للعزاء

وفي الأمس 
والغد
ذاك التمزق بين الصدى والنداء
لست أنا 
إنما لست غيري

وفي سلّم الحلمِ هاويةُ الواجباتِ 
طريقُ رصاصٍ هي الواجبات وأطبقت قبري علي احترازاً من الموت 
أول مشنقةٍ قد تدليت من حبلها 
بطن أمي
ومن يومها كنت ميتاً بقلب الحياة
وحياً بقلب الممات

.......

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص