الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ضلالةٌ أخيرة - مسيرة سنان
الساعة 13:31 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

بوسعي الآن، فتحُ ذراعي للفراغ.
بوسعي الآن ، 
أن أتمدد على أريكةِ القهر،
وأستوعبَ لذةَ أنايَ .
بات بمقدوري؛ 
أن أنجبَ الكثير من الخزعبلات،
وبأن أرضع ثدي الغياب ،
بعد ما فطمني الشهيق الأخير ..
أفتحُ شفتيّ، أَبحثُ بينهما عن قبلةٍ 
ضلت طريق النسيان.
أجد صدفةً في عنقي،
بقايا ألوان داكنة، 
نسيان محكمٌ وشهوةٌ وداعٍ مُبَيّتة.
بوسعي الآن ، 
أن أعانق انكساري مرتين،
أن أعود كما كُنْتُ قبل ثلاث شهقات ،
طفلةً تتسكع بين أزقة الحائرين .
بتُ قادرةً على البكاء، 
لم تعد تَذْرِفني القصائد ياأناي،
لم أعد أجيد تقليم أظافر الليل ، 
لأنجو من خدوش السهر .
تكورت داخلي النهايات،
باتت نطفُ الحنين تتجمع في مجرى وريدي،
لم ألد بعد نبضةً محتملة ،
لم أرزق بشمسٍ وِتْرٍ بعد،
كل المجرات لا تتسع لاستيعاب كمّي،
فأنا أتدفق من لغتهِ الخجلى ،
كقصةٍ لعنتها الشياطين.
يقضمني المنفى، يفضني الوجد،
يعتنقني المارونَ من بين الكلمات ،
كي يجربوا معي لون كتابة جديد .
خذلتني القصيدة ، 
لم تف بغرض التجربة ، 
ولم تكمل عهد الكنايات القديم .
غادَرَني الموال ، حين سقط عرش اللهفة.
ثمةَ من يختلس النوار ،
ويسرق من بين النهدتين جرأة الآه.
بات بوسعي الآن؛
أن أتعرى للصيف بأمنية أخيرة ،
بشهوةٍ مفرطة تماماً ، أؤدي دور" سانديلا"
أن أخلَع قميص أميري ،
وأفتش في صدره عن أثارٍ لأنثى منسية،
عن قضمةٍ من شفتيها ،
عن ضمةٍ مسروقة ، تركتها معه،
أضع تحت حلمته اليسرى، علامة استفهام ؛ 
ثم أرحل ..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص