السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن…….والقلم
بائع الشذب ….؟! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الاحد 29 ابريل 2018
 

لا شيء ميز صباح الخميس سوى الشذب …
الأصحاب نائمون ، الشارع هو الآخر نائم بطريقته …
أنا بحذائي الرياضي، وليد بذكائه يدير الزبائن في الصيدلية …بيت بوس نائمة ،هناك الحصن يطل على الكون، أو هي مملكة داوود، والشمس تمسح رطوبة المكان …….ودارسلم كما قال فاضل الربيعي اورشليم …

وفد محمد المنيفي الشاب الخلوق والطيب ...هناك كان د. محمد الدبعي يخمسها ويسدسها ، فالأسعار نار …..

أنا بالي كان عند القدسي ابو البلاط والسيراميك ، نبيل الكرشمي نائم ، يخيل إلي انني اكتب عمودي بأسلوب شعر الهايكوالياباني ….

اسمع صوت ذلك المتفائل ابدا ، يبشر الشرعبي بأنه لم يبق إلا أن (( ننتصر على امريكا والصين وبعدها سيكون كل شيء سهل )) ،حدثت نفسي: انا ساحتل موسكو ..فهي المدينة الأثيرة إلى روحي، وسأخاطبها كما فعل نابليون، سأقول لها (( واخيرا يا موسكو)) كفاتنة متمنعه ، تكون لحظة الغروب قد حولت قبابها المطلية بالذهب بفعل شمس الافق قبل الغروب إلى سبيكة من ذهب ، وأنا قلبي هناك يسكن ال(( دوم اسبرانتوف ))....

وقف الصبي النحيف امامي :تشتري شذب ؟؟ مسحته سريعا بنظري ، نحيل الجسم ، وسيم الوجه ، انيق الملبس ببساطة الفقراء :

أين والدك؟ - مات في القصف، اشتعلت اعماقي ، وامك ؟ تبيع الشذب هناك، والمدرسة؟ من شصرف علينا، زاد حريقي ….، ومن أين أنت؟ من حجه ….

لاحظت أن على رموش عينيه بعض صديد ابيض، قلت : مالك؟ - خليهن مش وقتهن ، اول يأكل اخوتي ، اشتريت منه شذب أكثر مما احتاج له افتراضا، قلت دع الباقي لك ، اقسم أنه اشاح بنظره ، ورفض أن يأخذ الزياده ، اعماقي تأجج نارها، أحسست أن الشارع يحترق نارا ، تمنيت أن يذهب اولىك المسلحين إلى الجحيم ……..

الشذب والشقر المطابق والحنون ، قل والفل من بستان الحسيني ، تتمشقر به حسناوات صبر والحجريه، وتقدسه نسوة عدن إلى جانب البخور طباخه خاصه ، وان يبيعه الإنسان فهو الاكثر اخضرارا، ولو قرأت رواية المقري (( بخور عدني)) ، فستجد الماما وحلاها يتبخرن بالبخور العدني الاصلي، إلى جانب عطر )) خيرلنا)) ، وارد عبد النبي ايام أن كانت عدن تجد فنها في غرف النوم فل يفرش على فرش الحسناوات ، وسرى الليل وانائم على البحر ماشي فائده……

هذا الحجي الصغير لا تدري هل يدري بحكايا الفل والنرجس ، وتمايل أجساد المتشرحات ، يتمايلن على صوت فيصل علوي، الذي يلعب بأصابعه على الاوتار ، كما يلعب بخاتم إصبعه ، فنان قادم من بساتين الحسيني وفله ….

قلت يا وليد أعطه دواء للصديد البارز فوق عينيه ، رفض الصغير: ما عندي قيمته، قلت سادفع أنا ، قال وليد على حسابي ، رفض عرضنا الاثنين : أأكل اخوتي اولا ، وعيني عتراعي ….

اي عظمة تتملك جوانح الصغير الفقير ….في نفس اللحظة كانت ثمة سيارة فارهه تأكل الشارع اكلا وبنهم غريب …
وقفت انا، تنهد وليد ...رددت في اعماقي :
لله الامر من قبل ومن بعد.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً