26 ابريل 2018
 

كان الشارع مطيرا، وانا أخوض عبابه بهمة عاليه …
كان هو يرسل صوته ، يصل الي من البعد.. الفرسك الفرسك ...يقترب باتجاهي ليكبر في نفسي الشجن لاسأله ...كم تبيع في اليوم؟وانت ما دخلك ، يا اخي ششتري منك ، انا متعاطف مع تعبك ….مودريك يا مبنطل بتعبي، انتم الا تجزعوا
الدنيا هدره مو دراكم بتعبنا ….

احب هذا النوع من البشر، واتماهى بهم إلى حد الوجع …

قلت ...هيا ايش رايك تدخل معي كافتيريا الشيباني ، قال بمكر هذي كافتيريا الشيباتي ، ضحكت انا لالاحظ أن كلامه صحيح ..النون التي قبل الياء الاخيره نسي مصمم اللوحه وحولها إلى تاء …

قلت انت قوي الملاحظه ، كيف شفتها وانا كل يوم هنا ولم الاحظ ،قال بمكر أيضا ها ولموانا اشوفكم بسرعه انكم أصحاب الحكومة سرق ...قلت سامحك الله ..ايش تشرب ؟ - شوف على ملعنه بكم ألمبنطلين !! ، تشتي تشربنا شاهي لجل يكون بيننا عيش وملح وماعاد اقدرش اسنتفك !!!، قلت اشرب وسنتفنا زي ما تشتي ، ضحك ومد يده إلى القلص الشاهي ، يوليد شاهي شيباني ، هيا يا ...ايش اسمه؟ قلت عصام ، يا عصام من صدق شاهي شيباني ، هيا غير اللوحه ، عصام نفسه خرج يتفرج ضاحكا :

مالك ياحاج اللوحة تمام ، قبل أن يصيح ايوه صحيح ، وهمس في اذني تصدق كثيرين ياتوا يشربوا عصير والا شاهي ويسموني الشيباتي!!....

عدت إلى صاحبي : منين تجيب الفرسك؟ خلاص ماذلحين قده عيش وسكر ، من حده ، واجلس ادور طول اليوم ، اشتريهن باربعه ، وابيعهن بخمسه ، الفائده الف ريال ….يا الله … رددت... الف ريال لاهي حق مواصلات ، أو حق اكل ، أو للاولاد ، واين اسرتك ? بالبلاد …

المعوز، والكوت ، والمشده ، وصوت يذهب ويأتي ...الفرسك ..الفرسك ، قال عصام ...ياوالد بيع لي…..
عصام شاب نبيل ، من نفس طينة لاهب ومحمد العليمي ، يتفرس في وجهك ، الشيابنه يرددونها حكمه ...الخباز يعرف وجه المتغدي ، لاهب والعليمي، وعصام يعرفون من هو الزبون الذي أمامهم ، اشترى عصام الفرسك بسته الف وحلف الا ندفع ريال !!!، ولكي يقنعني بتصرفه ، قال يا استاذ بجاش تستحق مكافأه انك نبهتني للخطأ في اسم الكافتيريا، قلت هو صاحب الفرسك، انتم الاثنين هيا مع السلامه ، خرجنا الاثنين كاسبين، الشيبه الفين فوق الظمار ، وانا واحد شاهي شيباني ، وعلى فكره فالشيابنه يجيدون صناعة شاهي المزاج ، وانظر حتى طريقة مناداة الصبي للطباخ : اثنين شاهي مع الحوائج عدني ، هذه الجمله فقط تنعث مزاجك من الاعماق، فتتذكرمقهاية الشباب من قلبت تعز رأسا على عقب، والشيباني باب اليمن احمد علي ، ومقهاية النجم بشارع التحرير تعز، كنت تشرب القلص الشاهي على صوت ابو بكر يادوب مرت علي اربع وعشرين ساعه ، وغمزة حسونه ، وصوت اجزاز السيكل النار حق المريسي، وصوت زوجة عشيم : قلك حسونه تركب سيكل المريسي ، ونحنا مو ناقص بنا، الله يقصف اعماركن رجال ….

كان الفن لسان الثوره في شارع 26 بتعز الموجوعه …..

اعود بخيالي الى حيث انا ...يكون صاحب الفرسك يمد يده ..لاول مره ينفعني مبنطل ...أسألك بالله ما ذلحين من انت ، صورتك ماانتاش غريب عليا، قلت انا فلان ،،،،هاااا الذي بالجريدة ، سامحني ، والله ما اقصد ، بس هو الضبح ، والطفر !!...

احتضنت راسه بيدي ، قبلته ، أخرجت الالف التي عادت سالمه من جيبي ، دسستها في يده ، حلف بالحرام والطلاق ما ياخذ ، حاولت ، أصر….اشتي من عرق جبيني ، سلام الله على ملح الحياه ….
لله الامر من قبل ومن بعد .